متطلبات الصحة العقلية والجسمية
متطلبات الصحة العقلية والجسمية
تحتاج سلامة الجسد والعقل إلى عديد من العناصر الغذائية الأساسية، فسوء التغذية ينعكس سلبًا على نمو الطفل، وقدراته المعرفية، وتناسقه الحركي، وسلوكياته، ونشاطه، واحتمالية إصابته بالأمراض، وقد تستمر تلك الآثار في مراحله العمرية المقبلة، وتعَدُّ كل من الأمور التالية مؤشرات على صحة الطفل: شهيته، وعملية الهضم لديه، ومستويات طاقته، ومزاجه، وسلوكه، وأنماط نومه، ومناعته، ووزنه، وكذلك جلده، وشعره، وعيناه، وأظفاره.
كما يشيع نقص بعض العناصر الغذائية الهامة لصحة الأطفال ونموهم، وهي: الكالسيوم والمغنيسيوم، وأحماض أوميجا-٣ الدهنية، والحديد، وفيتامين “د”، والزنك.
فحصول الطفل على الكالسيوم والمغنيسيوم بكمية كافية يقلل من احتمال إصابته بهشاشة العظام، ومن أمثلة الأطعمة التي يتوافر فيها هذان العنصران: الخضراوات الورقية والمكسرات والحبوب الكاملة، أما أحماض أوميجا-٣ الدهنية فهي ضرورية لنمو المخ، وتتوافر في الأسماك الزيتية والزيوت النباتية، ويلعب الحديد دورًا مهمًّا في نقل الأكسجين، وإنتاج الطاقة، ونمو الخلايا والأنسجة، وخلق الناقلات العصبية الكيميائية، ويوجد الحديد في الأغذية الحيوانية مثل اللحوم الحمراء وكذلك في الأغذية النباتية كالفواكه المجففة، والعسل الأسود، وبالطبع فإن فيتامين د لازم لبناء العظام، ويمكن الحصول عليه من خلال تعرض الجلد يوميًّا لأشعة الشمس مدةً تتراوح من ٦ إلى ٨ دقائق يوميًّا عندما يكون الجو مشمسًا، ومدة نصف ساعة في الأيام الشتوية الباردة، بينما يوجد الزنك في كل أنحاء الجسم ويؤدي أدوارًا كثيرة في النمو والهضم وإنتاج الهرمونات الجنسية والتطور الجنسي، ومن مصادره: المكسرات والبقوليات واللحوم والمأكولات البحرية.
بالإضافة إلى أن النظام الغذائي الذي تغلب عليه النباتية بنسبة ٩٠٪ أكثر فائدة للطفل، لأنه يلبي احتياجاته من دون ضغط على الجهاز الهضمي أو تجمع للسموم، والطفل الذي تغلُب على نظامه الغذائي الأطعمة النباتية يتمتع بالنشاط والحيوية والتعافي السريع من الأمراض، وفي حالة اختيار الأم تقديم الأطعمة الحيوانية، من المهم أن تكون جيدة وعضوية وألا تتكرر بكثرة خلال الأسبوع، أما إذا اختارت غلبة الأطعمة النباتية، فمن المهم التأكد من حصوله على البروتين الكافي من مصادره النباتية.
الفكرة من كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
هل سمعت من قبل عبارة: “أنت ما تأكله”؟
نعم، فالتمتع بالصحة النفسية والجسمية الجيدة والنشاط والحيوية هو نتاج ما تتناوله، ويمكن تحقيقه بإجراء تعديلات جوهرية على النظام الغذائي، ومرحلة الطفولة هي الأجدر بالاهتمام وتلبية متطلبات النمو فيها لتنشئة أطفال أصحاء، وفي السطور القادمة سنتحدث عن هذه التعديلات، وكيفية تطبيقها لينعم أطفالك بصحة وحياة أفضل.
مؤلف كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
علياء المؤيد: مؤلفة، واختصاصية تغذية، وباحثة في مجال الوعي والتشافي الفطري، تحولت من مجال العلاقات العامة والإعلام إلى مجال الصحة والتخصص في التغذية في بريطانيا، تقدم استشارات ومحاضرات ودورات في الصحة والتغذية والوعي، كما تظهر في البرامج الإذاعية والتلفزيونية للتوعية الصحية، وتكتب مقالات عديدة في مجال تخصصها، ولديها منصة تعليمية باسم «أكاديمية علياء»، وبرنامج تلفزيوني اسمه «شرايها عليا؟».
ومن أعمالها:
«الديتوكس».
«أريد حملًا صحيًّا: دليلك من أخصائية التغذية لحمل طبيعي ومفعم بالحيوية».