حاول أن تروضني
حاول أن تروضني
وهناك عبارة نموذجية يستخدمها الوالد (أو الوالدة) الذي أغاظته تصرفات ولده المُتعبة وهي: “اكتفيت منك” أو “ضقت ذرعًا بك” وهي عبارة عن رفض ونبذ صريحين للولد، وبالتأكيد تستطيع أن تُعبر عن نفاد صبرك من أمور عديدة، ولكن ليس من أولادك، ففي الغالب الوالد الذي يستخدم هذه العبارة شخص لم يستطع مواجهة الوضع، فيرد كأنه يستقيل من دوره، وقد تستطيع استعمال جمل أقل ضررًا عند نفاد صبرك من ولدك، مثل: “بدأ صبري ينفد” فهي لا تتضمن رفضًا كليًّا للولد، ومع ذلك فهي معبرة عن عجز الأهل أمام عصيان أبنائهم، ويمكنك أيضًا قول: “لديك مطلق الحرية في إحداث الفوضى، شرط أن ترتب كل شيء عندما تنتهي” وإذا لم يتقبل شروطك، قم بمعاقبته.
ولا تستخدموا أبدًا عبارة “إرضاءً لي” أو “لتسعدني”، فتقولوا له مثلًا: “انجح إرضاءً لي” فهذه العبارة تشير إلى والدين غير راضيين عن نفسيهما، وعلى الأرجح تعرضا أيضًا لهذا التصرف من والديهما، فُيعاقب الولد نفسه في ما بعد بالسعي إلى إرضاء أبيه، للتخلص من الشعور بالنقص، والصيغة الملائمة التي يجب على الأب أو الأم أن يقولاها له هي: “أريدك أن تسعد نفسك” فيتقرب إليكما، ويُرضيكما فيما يحقق رغباته هو.
ولا يمكن نسيان الأب أو الأم الذي يكثر من استخدام “وإلا” فيقول: “ستأكل كل ما في الصحن، وإلا فلا تحلية اليوم” فلا يقدر الولد على الإفصاح بما يوجد بداخله، ولا يجد ملاذًا إلا تحويل كل مشاعره السلبية إلى أمراض جسدية، ومن ثم سيعاني الولد من صعوبات في متابعة الدروس، بسبب مرضه وتغيبه الدائم عن متابعة الدروس، والأفضل عدم اللجوء إلى هذا الحرف المشؤوم لتربية ابنك الحبيب، وعدم إرفاق أوامرك بتبرير على شكل تهديد، فقول له بدلًا من ذلك: “أريدك أن تلبس وشاحك” وإذا رفض فكرر ذلك بصوت متوعد، لكن لا تستخدم أبدًا الضغط المزدوج، الذي يتضمن رسالة فيها خياران ينفي أحدهما الآخر، كقولك مثلًا: “تسل جيدًا يا حبيبي، خذ كل وقتك، ولكن من المهم ألا تعود في وقت متأخر جدًّا” فيأتي رد فعل الولد عنيفًا، ولا يفهم الأب أو الأم سبب ذلك، لذا كونوا منتبهين لتناقضاتكم الكلامية عندما تتحدثون مع أبنائكم، عن طريق ملاحظة استخدام حرف “لكن” في أثناء النقاش معهم.
الفكرة من كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
الكلمات ليست مجرد أصوات تحمل معاني، لكنها تحمل أيضًا انفعالاتنا وتنقلها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، تُصبح الكلمات حية تتناقل عبر أجيال من الآباء من دون أن تظهر عليها علامات الزمن، وهذه الكلمات لا تمر مرور الكرام، بل تترك آثارًا جسيمة تضرّ بسلوكيات الأطفال عندما يكبرون.
فيحاول هنا الكاتب جعلنا نعيد النظر في العديد من العبارات والرسائل التي نطلقها، آباء وأمهات، على أولادنا من دون تمييز، فيمكننا بهذه الكلمات أن نكون مصدر طاقة لهم، أو مصدر تسمم فكري، الاختيار كله إلينا!
مؤلف كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
جوزيف ميسينجر : ولد في بلجيكا، له العديد من المؤلفات منها:
المعاني الخفية لحركات الجسد.
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
لغة الجسد النفسية.
كارولين ميسينجر: كاتبة، وصحفية محترفة، حصلت على ماجستير الآداب في التقاليد الشفوية وماجستير في الفلسفة في علم اجتماع التعليم من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة، وشاركت الكاتب “جوزيف ميسينجر” في العديد من الأعمال، منها:
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
Dire Merde.
Cartea gesturilor.
معلومات عن المُترجمة:
ألفيرا عون: ترجمت العديد من الكتب، منها:
ريجيم آتكنز.
جسمك يتكلم اسمعه.
٦٠نصيحة لتنظيف الجسم من السموم.