كلمات قاتلة
كلمات قاتلة
كثيرًا ما يُردد الأهل عبارات تقلل من شأن ابنهم، وتُسيء إليه، إلا أن صدور تلك العبارات في حضور شخص ثالث أمام الابن يجعلها تتسبب في عوائق نفسية كبيرة، فتقول إحدى الأمهات لصديقتها أمام ولدها مثلًا: “إنه يُشبه أباه، ولن يأتي منه خير أبدًا” وبحضور هذا الشخص الثالث تزداد مصداقية النقد، وتُصبح الملاحظة أقوى وأقسى بكثير مما لو وُجهت مباشرة إلى الولد، فيعجز عن نسيانها، وقد يحاول فصل نفسه عما يجري لئلا يسمع النقد الصادر من والده أو والدته، وبعد إدراككم للأضرار الناتجة عن هذا التصرف المسيء لأولادكم، يجب عليكم إصلاح هذا الضرر، وإذا أردتم توبيخ ولدكم فوبخوه بمفرده بصيغة المخاطب، حتى تعطوه حقه في الكلام.
ويستخدم الكثير من الآباء والأمهات التحذير العقيم الذي لا يأتي بأي نتيجة، فيكثرون من لفظ “انتبه” في كلامهم، كقولهم “انتبه لقفاك إذا أخطأت”، والأفضل قول “إذا أخطأت نلت صفعة على قفاك” إذ إنكم بذلك تؤكدون سلطتكم وإصراركم على نيل ما تريدون، وهناك آباء يرددون أيضًا جملة “هذا لصالحك” أو “أقول هذا لصالحك” عندما تكون خططهم غير مطابقة لخطط ولدهم، فيصنع هذا ولدًا حائرًا مرتبكًا، ينفجر غضبًا في أي وقت، وقد يهرب أو يقطع علاقته مع أهله دون تفسير، إذ يشعر بعدم الأمان لرفض رغباته، وفي الحقيقة لو كنتم تتصرفون حقًّا لمصالحه، لما شعرتم بالحاجة إلى قول ذلك، والأفضل إذًا أن تُعبروا عن آرائكم بصراحة لأولادكم، خصوصًا إذا كنتم غير موافقين، وتقبّلوا إفصاح ولدكم عن آرائه الخاصة دون أي تأنيب.
وما السبب يا ترى الذي يدفعكم لتطلبوا من ولدكم الترحيب بتلك السيدة أو ذلك السيد؟ فإذا نسي أو رفض مثلًا قول صباح الخير لأحد، تقولون له “قل صباح الخير”، ولا تدركون أن ولدكم لا يفعل ذلك لمضايقتكم، لكنه فقط يتصرف وفقًا لتجربتكم الخاصة أو ما تشعرون أنتم به، فمثلًا إذا كنتم أشخاصًا اجتماعيين، فولدكم سيلقي التحية من تلقاء نفسه، وإذا كان الشخص لا يعجبكم، فسيرفض إلقاء التحية عليه، لذا لا تقولوا له “قل صباح الخير” بل عرّفوا ولدكم مهما كانت سنه بالشخص إذا كان لا يعرفه، واتركوا الخطوة الأولى للشخص الآخر، وإذا رفض ولدكم تقبيله أو السلام عليه فلا تجبروه على ذلك، حتى ولو كان ولدكم على معرفة بهذا الشخص، وثقوا بحسه الاجتماعي فهو لم يبلغ بعد درجة الرياء مثل البالغين.
الفكرة من كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
الكلمات ليست مجرد أصوات تحمل معاني، لكنها تحمل أيضًا انفعالاتنا وتنقلها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، تُصبح الكلمات حية تتناقل عبر أجيال من الآباء من دون أن تظهر عليها علامات الزمن، وهذه الكلمات لا تمر مرور الكرام، بل تترك آثارًا جسيمة تضرّ بسلوكيات الأطفال عندما يكبرون.
فيحاول هنا الكاتب جعلنا نعيد النظر في العديد من العبارات والرسائل التي نطلقها، آباء وأمهات، على أولادنا من دون تمييز، فيمكننا بهذه الكلمات أن نكون مصدر طاقة لهم، أو مصدر تسمم فكري، الاختيار كله إلينا!
مؤلف كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
جوزيف ميسينجر : ولد في بلجيكا، له العديد من المؤلفات منها:
المعاني الخفية لحركات الجسد.
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
لغة الجسد النفسية.
كارولين ميسينجر: كاتبة، وصحفية محترفة، حصلت على ماجستير الآداب في التقاليد الشفوية وماجستير في الفلسفة في علم اجتماع التعليم من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة، وشاركت الكاتب “جوزيف ميسينجر” في العديد من الأعمال، منها:
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
Dire Merde.
Cartea gesturilor.
معلومات عن المُترجمة:
ألفيرا عون: ترجمت العديد من الكتب، منها:
ريجيم آتكنز.
جسمك يتكلم اسمعه.
٦٠نصيحة لتنظيف الجسم من السموم.