هل قد تحمل كلماتنا سمًّا؟
هل قد تحمل كلماتنا سمًّا؟
نوجّه العديد من العبارات إلى أولادنا يوميًّا، دون أي تفكير في الوجه الآخر لكلماتنا هذه، وما يمكن أن تلعبه في عمليتنا التربوية، لذا من الضروري أن نعيد النظر في العبارات التي نوجهها إلى أطفالنا، ومعرفة مدى تأثيرها فيهم، وأولى العبارات التي يجب إعادة النظر فيها هي ما يصدر من الأم أو الأب من كلمات عندما يحدث الطلاق، إذ يشعر الولد بغياب والده مهما كانت سنه، وكثيرًا ما يأخذه الشخص الحاضن رهينة ابتزاز مالي، ولا يدرك الحاضن أنه بذلك يحفر قبره بيده، لذا إذا قررتم الانفصال عن شريككم، فأبعدوا أولادكم عن النميمة التي تحدث داخل العائلة، فكل كلمة تخرج منكم لعنة، وكل جملة ندبة لا تزول، وكلما كانت كلماتكم عن الطرف الآخر في غيابه حسنة، تقبّل الولد فكرة الانفصال بسرعة، وأدرك أن الأمر يخصكم أنتم، ولا علاقة له هو.
وأيضًا من العبارات التي يجب إعادة النظر فيها هي العبارات التي تحمل كلمة “قطعًا” أو “حتمًا” بشكل دائم، كطلب الأم من ابنتها أن تنجح في الامتحان بشكل قاطع وحتمي، وحقيقة الأمر أن هذه الأم تصدر لابنتها أمرًا بأن تكون كاملة، وأنه لا يجدر بها ارتكاب الأخطاء، وإذا حدث وواجهت هذه البنت فشلًا معينًا، فلن تستطيع التعامل مع هذا الفشل، أو تتقبله أو تستوعبه وتحوله إلى نجاح، فتتعرض هذه البنت لخطر فقدان احترام ذاتها، لذا من الآن ألغوا عبارات “حتمًا” و”قطعًا” من قاموسكم بالكامل، وشجعوا أولادكم على العمل، بغض النظر عن النتيجة.
وحذار من الاعتراف أمام ابنك أو ابنتك بأنك متعلق به، أو قولك ” تعلم جيدًا أنني لا أستطيع أن أنام طالما أنت خارج البيت!” فهذا يتسبب بتكوين شخصية طفيلية لدى ولدك في سن الرشد، فتكون طريقة تفكيره وتصرفه تابعة للحماية التي تحيطه بها، فيقدر على التلاعب بمشاعرك، ويُصبح دوره الأساس في الحياة هو إرضاء الصورة المثالية التي تشكّلها عنه، فيتعلم بالتدريج التظاهر بما ليس فيه، كالتظاهر بالطاعة والحب والسعادة لوجوده معك، وإذا حدث وأخبرت ولدك أنك متعلق به جدًّا لأنه رائع، فرجاءً أصلح ما أفسدت بسرعة، وقل “هو رائع عندما يريد ذلك” لأن الطفل الرائع يجب أن يُقال له إنه رائع، لكن تكرار هذا الاعتراف يزيد من سلطته عليك، ولن تستطيع معاقبته في ما بعد.
الفكرة من كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
الكلمات ليست مجرد أصوات تحمل معاني، لكنها تحمل أيضًا انفعالاتنا وتنقلها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، تُصبح الكلمات حية تتناقل عبر أجيال من الآباء من دون أن تظهر عليها علامات الزمن، وهذه الكلمات لا تمر مرور الكرام، بل تترك آثارًا جسيمة تضرّ بسلوكيات الأطفال عندما يكبرون.
فيحاول هنا الكاتب جعلنا نعيد النظر في العديد من العبارات والرسائل التي نطلقها، آباء وأمهات، على أولادنا من دون تمييز، فيمكننا بهذه الكلمات أن نكون مصدر طاقة لهم، أو مصدر تسمم فكري، الاختيار كله إلينا!
مؤلف كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
جوزيف ميسينجر : ولد في بلجيكا، له العديد من المؤلفات منها:
المعاني الخفية لحركات الجسد.
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
لغة الجسد النفسية.
كارولين ميسينجر: كاتبة، وصحفية محترفة، حصلت على ماجستير الآداب في التقاليد الشفوية وماجستير في الفلسفة في علم اجتماع التعليم من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة، وشاركت الكاتب “جوزيف ميسينجر” في العديد من الأعمال، منها:
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
Dire Merde.
Cartea gesturilor.
معلومات عن المُترجمة:
ألفيرا عون: ترجمت العديد من الكتب، منها:
ريجيم آتكنز.
جسمك يتكلم اسمعه.
٦٠نصيحة لتنظيف الجسم من السموم.