مصر القديمة رائدة العلاقات الدبلوماسية
مصر القديمة رائدة العلاقات الدبلوماسية
كان المصريون القدماء أول من وضعوا دعائم العلاقات الدبلوماسية، كما ورد في الوثائق الملكية الخاصة بالمراسلات الدبلوماسية بين مصر وممالك الشرق، التي عُثر عليها في تل العمارنة عاصمة مصر في عهد الملك “إخناتون” ووالده “أمِنْحوتب الثالث”، وقد اشتملت على رسائل لمساومات تجارية وسياسية وعلاقات مصاهرة ومعونات مُرسلة إلى الخارج تُظهر مدى هيبة مصر وعزتها وثرائها في ذلك الوقت. وكشفت هذه الرسائل أيضًا عن التقاليد الدبلوماسية التي اتبعها ملوك مصر القديمة عند استقبال السفراء الأجانب في حفلات رسمية تباهى فيها ملوك مصر بمكانتهم العظيمة.
أما عن الأعراف الدبلوماسية فقد كان المصريون القدماء أول من أرساها من خلال المعاهدات الدولية، كالنصوص التي وجدت منقوشة بالهيروغليفية على جدار معبد الكرنك، توثق أول معاهدة سلام في التاريخ عُقدت بين ملك مصر “رمسيس الثاني” و”خاتوسيل” ملك الحيثيين، لإنهاء حالة الحرب بينهما خصوصًا بعد ظهور قوة ثالثة منافسة لهما على ضفاف الفرات وهى آشور. وقد كانت بنود المعاهدة عبارة عن تأكيد للعلاقات الأبدية بين البلدين وعدم إقدام أيّ منهما على الاستيلاء على أراضي الآخر، كما تضمنت تبادل تسليم الفارين واللاجئين بين البلدين مع التعهد بعدم معاقبتهم، ومن أهم بنودها إقرار مبدأ التعاون العسكري والدفاع المشترك بين الطرفين. إن أكثر ما يلفت النظر إلى هذه المعاهدة هو اختيار الأطراف الشاهدة عليها وهى القوى الإلهية المصرية والحيثية، وهذا يرمز إلى أن السلام كان الغاية المنشودة لكل منهما، كما يوضح إلى أي مدى بلغ سمو أخلاقهم ورقي فكرهم، فهذه المعاهدة الدبلوماسية الرفيعة المستوى لم تكن مجرد نص مكتوب بل تحولت إلى واقع ملموس تم فيه تطبيع العلاقات الخارجية والداخلية لكلا البلدين، كما تُوجت بزواج الملك “رمسيس” من ابنة “خاتوسيل” ومُنحت لقب “ماحور نفرورع”.
الفكرة من كتاب الخطاب السياسي في مصر القديمة
هذا الكتاب عبارة عن قراءة تحليلية لبعض النصوص التي توضح ملامح الفلسفة السياسية في مصر القديمة، فمصر أول من وضع دعائم الفكر السياسي وما ارتكز عليه من مبادئ كالعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وأول من سطّر مفهوم الدولة المركزية والفصل بين السلطات.
لقد أظهرت الخطابات السياسية المحفوظة إلى أي مدى بلغ النضج السياسي للمصريين القدماء درجة غير مسبوقة، وكيف كان الاحترام متبادلًا بين الحكام والشعب حتى في الفترات السياسية المضطربة. هذه الفلسفة الراقية التي لم يعرفها العالم سوى في العصر الحديث استطاع المصريون القدماء تطبيقها منذ آلاف السنين.
مؤلف كتاب الخطاب السياسي في مصر القديمة
مصطفى النشار: أحد أهم المفكرين والفلاسفة المصريين المعاصرين، ولد عام ١٩٥٣م بالقاهرة، حصل على الدكتوراه في الفلسفة بجامعة القاهرة، عمل عميدًا لكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم عميدًا لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة ٦ أكتوبر، نجح في تطوير البرامج التعليمية في العديد من الكليات والجامعات المصرية، وحصل على عدة جوائز علمية، منها الجائزة التقديرية لأفضل كتاب من مؤسسة الأهرام عام ٢٠٠٦م. له أكثر من خمسين مؤلفًا في الفلسفة، خصوصًا الفلسفة اليونانية والفكر المصري القديم، منها:
نظرية المعرفة عند أرسطو.
فلاسفة أيقظوا العالم.
ثقافة التقدم وتحديث مصر.