السلطات السياسية في مصر القديمة
السلطات السياسية في مصر القديمة
انقسمت السلطات السياسية في مصر القديمة إلى سلطتين: سلطة تنفيذية وسُلطة قضائية.
السلطة التنفيذية تتكون من أطراف عدة؛ الملك: وهو القائد الأعلى للجيش وتتمثل سلطته في تفقد أحوال الدولة وعقد المعاهدات الدولية وتعيين الوزير، الوزير: وهو المسؤول عن إدارة الدولة وينوب عن الملك في بعض المهام، كالنظر في المظالم وترقية كبار الموظفين، كما يتولى تعيين مفتشي الأقاليم وتنظيم الضرائب، ومنذ حكم الأسرة الثامنة عشرة أصبح هناك وزيران أحدهما للشمال والآخر للجنوب، رئيس البلاط الملكي: ومهمته الحفاظ على النظام والأمن في البلاط، الحاشية: وهم الموكلون بخدمات الملك، الحكومات المحلية: وتتولى معاونة الحكومة المركزية في إدارة شؤون المقاطعات، الأقسام الريفية: ويتولى إدارتها أعيان تلك المناطق “سارو”، ومهمتهم جمع الضرائب وإصدار الأوامر بعد التصديق عليها.
أما السلطة القضائية فتنقسم إلى محاكم مركزية وهي: محكمة الشمال، وتكونت من مجلس القضاء الذي يعقد ست جلسات في العاصمة “أثِيت تَاوِي”، ومحكمة الجنوب، التي تكونت من مجلس الثلاثين ولقبوا بالقضاة العظام “أور”، وكان يتم تعيين رئيس المحكمة من بينهم، أما المحاكم المحلية فكانت تقع في كل مدينة ولها قاضٍ خاص، وتتضمن إجراءات المحاكمات أن يتقدم كل من المدعي والمدعى عليه بالمذكرات الدعائية ويفصل القضاة بينهما، وتميز القضاء في مصر القديمة باستقلاله عن السلطة التنفيذية، فلم يتدخل الملك مطلقًا في إجراءات المحاكمات، والدليل على ذلك ما ذكره “ديودور” عن محاكمات الأسرة السادسة والأسرة العشرين بسبب مؤامرتين لقتل الحكام؛ الأولى بزعامة زوجة الملك “بيبي الأول”، والثانية كانت بتدبير إحدى نساء الملك “رمسيس الثالث”، وتمت المحاكمتان دون حضور الملكين أو تدخلهما في سير القضية بغرض الانتقام أو التشفي، ويدل طول الفترة الزمنية بين الحادثتين -وهي أكثر من ألف سنة- على مدى تقديس المصريين القدماء لفضيلة العدالة.
الفكرة من كتاب الخطاب السياسي في مصر القديمة
هذا الكتاب عبارة عن قراءة تحليلية لبعض النصوص التي توضح ملامح الفلسفة السياسية في مصر القديمة، فمصر أول من وضع دعائم الفكر السياسي وما ارتكز عليه من مبادئ كالعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وأول من سطّر مفهوم الدولة المركزية والفصل بين السلطات.
لقد أظهرت الخطابات السياسية المحفوظة إلى أي مدى بلغ النضج السياسي للمصريين القدماء درجة غير مسبوقة، وكيف كان الاحترام متبادلًا بين الحكام والشعب حتى في الفترات السياسية المضطربة. هذه الفلسفة الراقية التي لم يعرفها العالم سوى في العصر الحديث استطاع المصريون القدماء تطبيقها منذ آلاف السنين.
مؤلف كتاب الخطاب السياسي في مصر القديمة
مصطفى النشار: أحد أهم المفكرين والفلاسفة المصريين المعاصرين، ولد عام ١٩٥٣م بالقاهرة، حصل على الدكتوراه في الفلسفة بجامعة القاهرة، عمل عميدًا لكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم عميدًا لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة ٦ أكتوبر، نجح في تطوير البرامج التعليمية في العديد من الكليات والجامعات المصرية، وحصل على عدة جوائز علمية، منها الجائزة التقديرية لأفضل كتاب من مؤسسة الأهرام عام ٢٠٠٦م. له أكثر من خمسين مؤلفًا في الفلسفة، خصوصًا الفلسفة اليونانية والفكر المصري القديم، منها:
نظرية المعرفة عند أرسطو.
فلاسفة أيقظوا العالم.
ثقافة التقدم وتحديث مصر.