فلاسفة القرن السابع عشر
فلاسفة القرن السابع عشر
تميَّزت فلسفة القرن السابع عشر بالاعتماد على العقل، ويظهر هذا في أعمال ستة من أهم فلاسفة هذا القرن، فأولًا برَّر توماس هوبز أهمية الالتزام السياسي من خلال تخيُّل حياة الإنسان من دونه، وأسماها بحالة الطبيعة التي سيتمتَّع فيها أي شخص بالحرية المطلقة في امتلاك ما يريد والدفاع عما يملك وإن وصل الأمر إلى القتل، إذًا عدم وجود حكومة يعني الحرب، ولهذا رأى الحل في تخلِّي كل شخص عن جزء من حريته والخضوغ لسلطة تحفظ السلام.
ثم الفيلسوف الثاني رينيه ديكارت حين قال عبارته الفلسفية والعقلانية الأشهر: “أنا أفكر إذًا أنا موجود”، ولم يقتنع بالتعليم الديني الذي تلقَّاه، ووجد العزاء في الرياضيات فقط في حل كل المشاكل، وخرج لنا بمنهجه المكوَّن من أربع قواعد، وهم عدم تقبُّل صحة أي شيء إلا إذا خلا من الشك، وتفكيك كل مسألة إلى أكبر عدد من المسائل الصغيرة، والبدء دائمًا بالأبسط، وأخيرًا مراجعة طريقة التفكير بأكملها.
والفيلسوف الثالث بليز باسكال الذي اعتُبِر من أفخم العقول في القرن السابع عشر، باكتشاف “الفراغ” الذي أكسبه شهرته العالمية، كما وضع ما اعتُبر مبادئ المنهجية العلمية الأولى التي تقوم على اعتبار العلم مشروعًا تراكميًّا، يبني كل جيل على ما سبقه.
وقد أسَّس جون لوك -وهو الفيلسوف الرابع- الفلسفة التجريبية الحديثة، والتي تقول إن تحصيل المعرفة يحدث من خلال التجربة، حيثُ رفِض اعتبار أن بعض الأفكار فطرية، وتوجد معنا منذ الولادة، فيرى جون أننا نولد بعقول فارغة، وأن مصدر أفكارنا الوحيد هو الخبرة المباشرة.
أما خامس فيلسوف لدينا باروخ سبينوزا الذي قوطع من مجتمعه اليهودي بسبب أفكاره عن الرب والكون، ومع ذلك آمن سبينوزا أن الرب موجود في كل مكان، وهذا لأن العالم الواقعي يتكوَّن من جوهر واحد فقط وهو الرب أو الطبيعة، وأن أيًّا ما يحدث هو تجلٍّ ضروري للرب أو الطبيعة، ما يدحض فكرة حرية الإرادة.
وأخيرًا ابتدع كوتفرد لايبتنز -وهو الفيلسوف السادس- حساب التفاضل والتكامل، ويرجع إليه الفضل في العديد من الرموز والمفردات التي نستخدمها اليوم، ولم يكتفِ بذلك ونشر نظريته الفلسفية القائمة على التفاؤل، واعتبار هذا العالم هو الأفضل بين كل العوالم الممكنة.
الفكرة من كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
نيتشه، سقراط، سارتر، سبينوزا، فوكو… تتردَّد هذه الأسماء كثيرًا عند الحديث عن الفلاسفة، ونجد أنفسنا نهز رأسنا موافقةً على كل ما يقال عنهم، لأننا دائمًا ما نخلطهم ولا ندري من قدَّم ماذا؟
ولهذا نقدِّم لك هذا الكتاب الذي يُعدُّ مُقدّمة موجزة للفلسفة الغربية، من عهد الإغريق الذي يمثِّل البداية العظمى للفلسفة حتى القرن العشرين، ويعرض المبادئ الأساسية لسبعة وثلاثين فيلسوفًا ساعدوا على تشكيل المعرفة وملامح الفكر، وما زالت آثارهم باقية حتى الآن.
مؤلف كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
جيريمي ستانجروم: كاتب ومحرر ومصمم موقع ويب بريطاني، وهو محرر ومؤسس مشارك مع جوليان باجيني لمجلة The Philosophers، وقد كتب وحرَّر العديد من كتب الفلسفة.
من أعماله: What More Philosophers Think- The Story of Philosophy.
جيمس غارفي: فيلسوف أمريكي مقيم في بريطانيا، وهو المدير الإداري للمعهد الملكي للفلسفة، وهي مؤسسة تعليمية خيرية تدعم الفلسفة داخل الأكاديمية وخارجها.
من أعماله: The Twenty Greatest Philosophy Books- The Ethics of Climate Change.
معلومات عن المترجم:
أحمد الناصح: مُترجم ومدوِّن عراقي.
من ترجماته: “صورة فوتوغرافية للرب”، و”هل تجعلك عائلتك أذكى؟”.