إيران
تعود جذور إيران إلى هجرة بعض قبائل آسيا الوسطى إلى منطقة جنوب جبال “زاجروس” منذ نحو 4,000 عام، وبها قامت إمبراطورية فارس التي تحولت إلى إيران عام 1935م لتشمل جميع الأقليات غير الفارسية بنسبة 40% من عدد السكان الكلي، تتميز إيران بالجبال التي تحيط بأغلب الأراضي الحدودية لها مما يجعلها قلعة صعبة الغزو، ويعزز من الانقسام والانعزال الثقافي للأقاليم المحلية بسبب صعوبة التنقل داخليًّا، وهو بهذا يهدد الهوية الوطنية والثقافة الموحدة التي طالما حاول الحكام فرضها، تشكلت الهوية الدينية لإيران عندما قرر الصفويون عام 1501م تبني الإسلام الشيعي وجعله دينًا رسميًّا للدولة في مفارقة واضحة للإمبراطورية العثمانية السنية.
وفي الحروب العالمية الأولى والثانية التزمت إيران الحياد، إلا أن ذلك لم يمنع دول الحلفاء والمحور من التدخل في شؤونها وجعلها أرضًا للمعركة، حتى إن بريطانيا وأمريكا أرسلتا وحدات تجسسية من الـ CIA وMI6 لبث التوتر السياسي عندما أممت الدولة شركة الغاز الأنجلو-فارسية حتى تحصل إيران على جميع أرباحها بعدما كانت بريطانيا تحصل على الحصة الأكبر.
ويرى الكاتب أن النظام الحالي في إيران يواجه معضلة حقيقية، إذ لا يمكنه الاستعانة بالنموذج الليبرالي لأنه يستمد شرعيته من الأسس الدينية المحافظة التي قامت عليها الثورة الإسلامية عام 1979م، لكنه كذلك لا يستطيع أن يكسب قاعدة جماهيرية بين الأجيال الجديدة التي ترغب في خوض تجربة الديمقراطية والحداثة.
الفكرة من كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
في أعقاب الحرب العالمية الثانية بدا أن موازين القوى في العالم تميل إلى صالح الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم، لتبدأ بعدها في ممارسة الدور البوليسي المعْنِي بحفظ السلام والاستقرار كما تزعم، ومن حينها شهد العالم استقرارًا في بعض المناطق التي شغلتها الصراعات سابقًا، وعلى النقيض تمامًا تحولت بعض الدول إلى ساحات حروب حول أجندات ومكتسبات سياسية وتاريخية، إلى جانب ذلك تدخلت عوامل عدة، منها التغير المناخي والقفزات التكنولوجية مؤخرًا في تهيئة الظروف لنهاية الهيمنة الأمريكية وظهور قوًى إقليمية بديلة، خصوصًا مع تأثير الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من المشهد العالمي خلال فترة حكم الرئيس “باراك أوباما”.
ونتيجة لذلك وجه الكاتب نظرته إلى دراسة الطبيعة الجغرافية الخارجية والمحلية لعدد من الدول التي يتوقع أن تمر بتغييرات جذرية في المستقبل؛ نتيجة للعلاقات المتبادلة بينها وبين جيرانها من الدول، وكذلك الحدود الطبيعية والقرارات الاقتصادية التي تفرضها عليها الجغرافيا.
مؤلف كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
تيم مارشال : هو صحفي بريطاني متخصص في الشؤون الخارجية والدبلوماسية، خلال مسيرته المهنية عمل “مارشال” مراسلًا لقناة LBC وBBC وعدد من الجرائد المحلية، كما شغل منصب محرر الشؤون الخارجية لقناة Sky news لمدة تتجاوز 24 عامًا، غطّى فيها إعلاميًّا أحداث الحروب والصراعات الداخلية في عدة قارات، له بعض المؤلفات في مجال السياسة، منها:
Prisoners of Geography(2015).
Divided – Why We’re living in an Age of Walls(2018).
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.