أنواع العلاقات
أنواع العلاقات
هناك بعض الأمثلة على أنواع العلاقات، لكل منها ملامح محددة، ولنبدأ الآن بأهم العلاقات على الإطلاق، وهي “علاقة الزواج”، ولتسأل نفسك، هل الزواج أصلًا علاقة؟
في الحقيقة لا، الزواج في حد ذاته ليس علاقة، ولكنه مجرد إطار لعمل علاقة، فإما أن تكون هذه العلاقة صحية ويكون فيها كل طرف مستقلًّا بنفسه وشخصيته دون خوف، وإما أن تكون هذه العلاقة مؤذية بأن يتحكم أحدهما في الآخر ويضيق عليه نطاق تعاملاته مع الناس، وبالحديث عن الزواج، فلا بد أن نتطرق لمفهوم “العلاقة الجنسية”، وتعتبر هذه العلاقة أداة للقرب والتفاهم والتواصل، وتكون دائمًا جزءًا من علاقة أكبر بها قدر من المسؤولية وهي العلاقة الزوجية، وإذا تم اختزال هذه العلاقة في مجرد حركات ميكانيكية دون أي التزامات نفسية أو معنوية فهذا ما يسمى “جنسًا” فقط.
من العلاقات الأخرى المشهورة “العلاقة مع شخص نرجسي”، فالشخص النرجسي هو شخص يشعر بأهمية نفسه بشكل مبالغ فيه، يظن أنه مميز وفريد، هؤلاء الأشخاص جذابون في بداية العلاقة لأنهم يمتلكون قدرة كبيرة على الإقناع، ويظهرون دائمًا بطريقة مثالية.
وقبل التطرق لمفهوم “العلاقة الصحية”، هناك بعض العلاقات المهمة الأخرى، مثل: “علاقة الجاني والضحية”، و”العلاقة مع مدمن”، و”علاقة الإسقاط”، و”علاقة الحبل السري” و”علاقة التقمص”، و”علاقة العمى”.
وأخيرًا، بعد عرض أمثلة على العلاقات المؤذية، يجب أن نعرف الآن ما هو شكل “العلاقة الصحية”؟
إن العلاقة الصحية هي التي بها مساحة للحرية والخصوصية، والعلاقة السليمة هي التي تُبنى على القبول غير المشروط للآخر، فتسمح بالاختلاف ولا تهدد به، ولا يحاول طرف تغيير الآخر معتقدًا أن هذا سيقلل من حيز الخلافات والمشكلات.
الفكرة من كتاب علاقات خطرة
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، فهو في حاجة دائمة إلى التواصل وتكوين علاقات مختلفة مع أفراد المجتمع، يمكن أن تكون هذه العلاقات أحد أهم الأسباب للسعادة والراحة النفسية والجسدية، ويمكن أن تكون سببًا في الذبول الروحي والشيخوخة المبكرة.
إذًا، يعتبر تكوين العلاقات الإنسانية العملية الأخطر والأصعب على الإطلاق، لأنها قد تحلق بنا في أعالي السماء، أو تهبط بنا إلى الأرض، لذا، من المهم أن نتعرف أشكال العلاقات المؤذية التي تشوهنا، لكي نتجنبها، ونسعى للبحث عن العلاقات الصحية التي ستسمو بأرواحنا، وتُعيننا على تقبل مشقات الحياة.
ولكن، قبل أن نتعرف على أنواع العلاقات وأشكالها، يأخذنا الكاتب في جولة في أعماق النفس البشرية، لنكتشف أن أول علاقة يكونها الإنسان في حياته هي علاقته بنفسه وبجسده، وبفهمنا لطبيعتنا النفسية يتحقق فهمنا لطبيعة مشاعرنا تجاه الآخرين، وكيف أن الاضطراب في هذه المشاعر قد يؤدي إلى نكوصنا في تاريخنا النفسي إلى الخلف، بحثًا عن لحظات الأمان والحب.
لندرك بعد ذلك أن الشفاء يكمن في تقبل النفس بضعفها واحتياجاتها، وفي شجاعة الخروج من الصناديق التي سُجنت فيها عقولنا من قبل المجتمع والعُرف والعادات والتقاليد، لنكون أنفسنا التي نريد وليست التي أُجبرنا على أن نكونها، ونترك أثرنا، وعندها فقط سنتمكن من العثور على العلاقة الصحية التي هي إكسير الحياة.
مؤلف كتاب علاقات خطرة
محمد طه: هو كاتب واستشاري طب نفسي مصري، نشأ في مغاغة بمحافظة المنيا، تخرج في كلية طب المنيا تخصص الطب النفسي، ثم حصل على الدكتوراه من إنجلترا في تخصص الطب النفسي.
عمل على تحضير ورقة بحثية في تحليل المجتمع المصري من خلال الشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك، ونُشر أول كتاب له عام 2016 تحت عنوان “الخروج عن النص”، ونُشرت له لاحقًا ثلاثة مؤلفات أخرى وهي: “علاقات خطرة” و”لأ بطعم الفلامنكو” و”ذكر شرقي منقرض”