المشاعر المزيفة (مشاعر الطرح)
المشاعر المزيفة (مشاعر الطرح)
هل سبق أن شعرت بمشاعر مفاجئة وقوية تجاه شخص تراه لأول مرة؟ هل شعرت سابقًا بمشاعر غضب وكره غير مبررة تجاه شخص ما؟
هذه المشاعر في علم النفس تسمى (مشاعر الطرح)، والطرح أن توجه مشاعرك ورغباتك ناحية شخص ما في الحاضر، ولكنك في الحقيقة تحمل هذه المشاعر لشخص آخر في الماضي.
لا تخلو أي علاقة إنسانية من مشاعر (طرح) بصورة جزئية، ولكن العلاقات الصحية يكون فيها هذا الجزء صغير جدًّا، في حين أن المشاعر الحقيقية تكون هي الغالبة.
ويقع جزء من المسؤولية على من يستقبل مشاعر الطرح، في استدعاء مشاعر مزيفة تجاهه وتوجيهها بشكل غير واعٍ أيضًا، فبداخل كل شخص منا مشاعر مخزنة من رسائل وصلت إلينا من أحداث ومواقف سابقة، تترك كل رسالة منها أثرًا في تكويننا النفسي، والبعض يسعى طوال الوقت لتحقيقها.
شكل آخر من أشكال المشاعر المعقدة، هي مشاعر “التقمص”. يكون التقمص في بعض الأوقات صحيًّا ومفيدًا في بناء الشخصية وتكوينها، (كحالة تقمص الابن لشخصية والده أو تقمص البنت لأمها في مرحلة عمرية معينة)، ولكن هناك تقمصًا آخر غير صحي يسمى “تقمص المعتدي”، وفي هذه الحالة أنت تتقمص شخصية من تسبب لك في أذى نفسي أو جسدي في الماضي.
يقرر بعض الناس تقمص دور المعتدى في الغالب، بسبب أنهم كانوا عاجزين عن أخذ حقوقهم ممن آذوهم، ليختبئوا من الشعور بالضعف والعجز وقلة الحيلة، ولكن في حقيقة الأمر هذا النوع من التقمص لا يظلم إلا صاحبه الذي قرر أن يشوه شخصيته بإرادته، بأن يعيش بشخصية إنسان آخر.
الفكرة من كتاب علاقات خطرة
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، فهو في حاجة دائمة إلى التواصل وتكوين علاقات مختلفة مع أفراد المجتمع، يمكن أن تكون هذه العلاقات أحد أهم الأسباب للسعادة والراحة النفسية والجسدية، ويمكن أن تكون سببًا في الذبول الروحي والشيخوخة المبكرة.
إذًا، يعتبر تكوين العلاقات الإنسانية العملية الأخطر والأصعب على الإطلاق، لأنها قد تحلق بنا في أعالي السماء، أو تهبط بنا إلى الأرض، لذا، من المهم أن نتعرف أشكال العلاقات المؤذية التي تشوهنا، لكي نتجنبها، ونسعى للبحث عن العلاقات الصحية التي ستسمو بأرواحنا، وتُعيننا على تقبل مشقات الحياة.
ولكن، قبل أن نتعرف على أنواع العلاقات وأشكالها، يأخذنا الكاتب في جولة في أعماق النفس البشرية، لنكتشف أن أول علاقة يكونها الإنسان في حياته هي علاقته بنفسه وبجسده، وبفهمنا لطبيعتنا النفسية يتحقق فهمنا لطبيعة مشاعرنا تجاه الآخرين، وكيف أن الاضطراب في هذه المشاعر قد يؤدي إلى نكوصنا في تاريخنا النفسي إلى الخلف، بحثًا عن لحظات الأمان والحب.
لندرك بعد ذلك أن الشفاء يكمن في تقبل النفس بضعفها واحتياجاتها، وفي شجاعة الخروج من الصناديق التي سُجنت فيها عقولنا من قبل المجتمع والعُرف والعادات والتقاليد، لنكون أنفسنا التي نريد وليست التي أُجبرنا على أن نكونها، ونترك أثرنا، وعندها فقط سنتمكن من العثور على العلاقة الصحية التي هي إكسير الحياة.
مؤلف كتاب علاقات خطرة
محمد طه: هو كاتب واستشاري طب نفسي مصري، نشأ في مغاغة بمحافظة المنيا، تخرج في كلية طب المنيا تخصص الطب النفسي، ثم حصل على الدكتوراه من إنجلترا في تخصص الطب النفسي.
عمل على تحضير ورقة بحثية في تحليل المجتمع المصري من خلال الشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك، ونُشر أول كتاب له عام 2016 تحت عنوان “الخروج عن النص”، ونُشرت له لاحقًا ثلاثة مؤلفات أخرى وهي: “علاقات خطرة” و”لأ بطعم الفلامنكو” و”ذكر شرقي منقرض”.