الهدايا والخدمات النوعية
الهدايا والخدمات النوعية
أما لغة الحب الرابعة للأطفال فهي الهدايا، والتي من خلالها يشعر الطفل برعاية والديه الصادقة، والتي لا تُقدَّم حسابًا لخدمات تم تقديمها، بل يتم تقديمها مجانًا من المانح، ولذا يجب على الوالدين أخذ ذلك بالاعتبار عند تقديم العطاء لأطفالهم، فمثلًا عندما يعد الوالد طفله بالمثلَّجات إذا شاهد التلفاز لنصف ساعة فقط، فهذه المثلَّجات لا تُعدُّ هدية، وإنما رشوة بغرض التحكُّم في سلوك الطفل، وليس للعطاء أي علاقة بحجم أو ثمن الهدية، وإذا لم نقدِّم الهدايا كتعبير عن الحب، فربما يتعلَّم الأطفال أن يتلقَّوها كـ”شيء متوقَّع”، ولن يجدوا الحب من ورائها، فمثلًا لمَ لا نُقدِّم ضرورات الطفل كهدايا؟ فمثلًا اتخذ وقتًا لتغليف الملابس المدرسية الجديدة، ثم قدِّمها لطفلك!
ولا تدع المعلنين يحدِّدوا ماذا تشتري لأطفالك، ولكن تفحَّص الألعاب قبل شرائها، واسأل نفسك: “ما الرسالة التي ستوصلها هذه اللعبة إلى طفلي؟ وما عمرها الافتراضي؟”، ومن ثم قرِّر بنفسك هل ستقوم بشرائها أم لا، وقد تبدو لغة الهدايا لبعض العائلات أسهل في إعطائها من المشاركة العاطفية، لذا احذر الوقوع في هذا الفخ، لأن هذا الاستبدال من الممكن أن يؤدي إلى عواقب مأساوية بالنسبة لشخصية الطفل ونزاهته،وصحيح أن جميع الأطفال يريدون الحصول على المزيد، ولكن هؤلاء الذين تعدُّ لغة الحب الأساسية لديهم هي تلقِّي الهدايا ستجدهم يستجيبون بطريقة مختلفة عندما يحصلون على هديتهم، فتجدهم يريدون أن يتم تغليف الهدية أو تقديمها بطريقة مبتكرة، حيث يعد هذا كله جزءًا من التعبير عن الحب.
أما لغة الحب الخامسة والأخيرة فهي لغة أعمال الخدمة، فبغض النظر عن كوننا كآباء وأمهات نخدم أطفالنا بطبيعة الحال، ولكن ليس هدفنا الأساسي إسعادهم، بل هدفنا الأساسي هو فعل الشيء الأفضل، وهو محاولتنا لملء خزان حبهم، وإذا وجدت هذه اللغة عند أطفالك، فاحذر من استغلالها كطريقة للتلاعب بهم، حيث يرغب معظم الصغار في الهدايا والخدمات أكثر من أي شيء آخر، ولكن في النهاية مع الإكثار من الهدايا والخدمات سيظل أطفالنا مُحبِّين لأنفسهم بشكل طفولي وأنانيين، وقد تتساءل كيف سينمِّي أطفالي استقلالهم وكفاءتهم إذا قمت بخدمتهم؟ لا تقلق، فكل ما في الأمر أنك تعبِّر عن حبك عن طريق أعمال الخدمة لأطفالك، عن طريق عمل الأشياء التي ربما لا يستطيعون القيام بها بأنفسهم بعد، بمعنى أن تكون الخدمات المقدمة لهم ملائمة لعمرهم، فمثلًا لا يمكنك أن تستمر في إطعام طفلك عندما يبلغ السادسة من عمره! وهكذا.
الفكرة من كتاب لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال
قد ترى أن أطفالك بينهم لغة حوار لا تفهمها، ويعتنقون مبادئ في الحياة لا تألفها، ولكن من بين كل أشكال عدم فهم بعضنا بعضًا، ربما يكون الأشد خطرًا هو عدم توصيل حبنا إلى أطفالنا بطريقة تناسبهم، فهل سألت نفسك مرة: هل يعرف طفلي حقًّا بأنني أحبه! أم يراوده الشك في ذلك أحيانًا؟
فيأتي هذا الكتاب ليساعدك على اكتشاف لغة حب طفلك الأساسية والتحدث بها، وكيفية بناء أساس للحب غير المشروط لطفلك، وتلبية حاجاته العاطفية.
مؤلف كتاب لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال
جاري تشابمان : كاتب أمريكي حاصل على الدكتوراه، ومؤلف سلسلة “لغات الحب الخمس” التي حقَّقت أفضل المبيعات، ويدير مؤسسة استشارية لتقديم النصائح والاستشارات العائلية والزوجية، من أشهر مؤلفاته:
لغات الحب الخمس.
ماذا بعد الآن؟ دليل للحياة الزوجية بعد الإنجاب.
The Four Season 0f marriage.
روس كامبل : طبيب ومؤلف أمريكي، له العديد من المؤلفات، منها:
الطريق إلى قلب المراهق.
الإبداع في التنشئة.
How to really love your Adult Child.