كيف يميز العشرة في المئة الغث من السمين؟
كيف يميز العشرة في المئة الغث من السمين؟
الجمهور الكبير يصنع محتوًى كبيرًا، فكيف يمكننا تمييز المفيد من غير المفيد؟ كما صنع الجماهير المحتوى، فهم أيضًا من سيميزون المفيد من غير المفيد، في اليوتيوب على سبيل المثال، يُفرَز المحتوى من خلال عدد مرات مشاهدة الجمهور، إذًا الجمهور من يقرر من يكون في المقدمة.
الأمر سيكون مستحيلًا إذا تركنا موظفًا يتقاضى الأجر يصنف ملايين الأغاني والأفلام والألعاب التي صممها الجمهور ويفرزها، لذا حل نظام التصويت والنجوم الخمسة هذه المشكلة، فملايين الجماهير سيساعدونك على تصنيف المحتوى، فماذا تظنه يحدث في شبكة الإنترنت العالمية؟ الجمهور أيضًا من يصنف كل هذه الصفحات، هو من يقرر من يكون في المقدمة ومن يكون في الخلف.
بذكر هذه القوة العظيمة، فهناك قانون يدعى “قانون سترجيون”، ينص القانون على أن تسعين في المئة من أي شيء لا قيمة ولا معنى له، حتى المحتوى الذي ينتجه الجمهور، وعشرة في المئة فقط هو الذي له قيمة.
هناك قاعدة أخرى مشهورة في تعهيد الأعمال للجماهير، تقول القاعدة إن من كل مئة شخص، شخصًا واحدًا يبتكر شيئًا، وعشرة في المئة سيصوتون لهذا الابتكار، والتسعة والثمانون يستهلكون هذا الابتكار، وهكذا يمكن الاستفادة من الجماهير، من لا يبتكر سيصوت، ومن لا يصوت على الأغلب سيستهلك، فلا يلزم أن يكون كل الجمهور متقنًا للتصميم أو له صوت عذب، فمجرد وجوده له قيمة، قد تستفيد منه في التصويت أو الاستهلاك، لكن هل ينجح تعهيد الأعمال للجماهير دائمًا؟
الفكرة من كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
لعلك سمعت مسبقًا عن جوجل، وويندوز، وبرمجيات المصدر المفتوح، ولا يخفى عليك عملاق المصدر المفتوح لينكس.
إذًا ما المشترك بين الشركات والبرمجيات المذكورة هنا؟ إنها ثورة الإنترنت، التي أزالت الحواجز بين المنتج والمستهلك، إنه العالم الجديد.
أصبحت تلك الشركات تستفيد من الجماهير في صناعة المحتوى والمنتجات بعد أن كان دور المستهلك سلبيًّا لا يشارك في عملية الإنتاج، الآن المستهلك هو من يختار من ينتج ويصمم، إنها الثورة الجديدة: تعهيد الأعمال للجماهير.
دعنا نعرف ماذا يُقصَد بتعهيد الأعمال للجماهير، وكيف تستفيد الشركات منها، وما الذي تغير في عالم الأعمال.
مؤلف كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
جيف هاو: محرر وصحفي مختص بعالم الفن وموضوعات أخرى لدى مجلة وايرد، مسبقًا كان محررًا رئيسًا لموقع inside ويكتب في جريدة فيليدج فويس، وقد كتب في عديد من الصحف والمجلات، مثل: التايم وواشنطن بوست،كان جيف أول من كتب عن الاستعانة بالمجموعات وتعهيد الأعمال للجماهير في مقالة نشرت له في مجلة وايرد عام ٢٠٠٦م.
من مؤلفاته:
الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال.
Whiplash: How to Survive Our Faster Future.
معلومات عن المترجم:
مروة عبد الفتاح شحاتة: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، حصلت على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مترجمة لدى مؤسسة هنداوي، وتعمل الآن في وظيفة مترجم أول ومراجع ترجمة.