قوة الجماهير
قوة الجماهير
لماذا تتفوق الجماهير على أصحاب المهارات والخبرات؟ السر في التنوع، فأصحاب المهارات والخبرات متشابهون في التفكير، أما الجماهير فمختلفون متنوعون، لكل منهم وجهة نظر مختلفة، ومهارة مختلفة، وكل شخص ينظر إلى الموضوع والمشكلة بعين مختلفة تمامًا، تلك هي قوة الجماهير، أما منهج الخبراء فمحدد معروف، محصور ضيق، الجماهير يمكنها التفكير في مناهج وطرائق تفكير جديدة لا يسع أصحاب الخبرة الوصول إليها ولا تطبيقها، فقوة الذكاء الجمعي تلك أهم ما يميز تعهيد الأعمال للجماهير.
استفادت من هذه القوة شركة ماثوركس، صاحبة برنامج ماتلاب الشهير؛ تستفيد الشركة من الجماهير في حل مشكلاتها، إذ تقيم الشركة مسابقة، وتضع المشكلة، وتترك الجماهير لتصل إلى الحل، لكن لم تقف الشركة هنا، بل أتاحت مراجعة الحلول للأشخاص، فلكل شخص الحق في النظر في حل الشخص الآخر، واستخدامه والتعديل عليه بدلًا من العمل في عزلة عن بعضهم، فيعملون معًا بدلًا من مهارة شخص عبقري وحيد.
بهذا يمكن الاستفادة من تنوع الجماهير، لكن هل يمكن بسهولة أن نستفيد من هذا التنوع؟
لكي تستفيد من تنوع الجماهير وحكمتهم، يجب أن تلتزم بمجموعة من الشروط وهي: أن تكون المشكلة معقدة وليست تافهة، وألا تكون شريحة الجماهير عشوائية، بل يجب أن تختارها بعناية، ويجب أن يتمتعوا بمجموعة من المهارات والمؤهلات التي تساعد على حل المشكلة، ولا بد من تَوافر وسيلة تساعد على تجميع مساهمة كل فرد من الجماهير ومعالجتها، فلن يساهم كل فرد إلا بوجود آلية معينة محفزة معالجة، كالتصنيف الخاص بماتلاب أو تسجيل الدرجات، فهذا يشجع على المشاركة.
الفكرة من كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
لعلك سمعت مسبقًا عن جوجل، وويندوز، وبرمجيات المصدر المفتوح، ولا يخفى عليك عملاق المصدر المفتوح لينكس.
إذًا ما المشترك بين الشركات والبرمجيات المذكورة هنا؟ إنها ثورة الإنترنت، التي أزالت الحواجز بين المنتج والمستهلك، إنه العالم الجديد.
أصبحت تلك الشركات تستفيد من الجماهير في صناعة المحتوى والمنتجات بعد أن كان دور المستهلك سلبيًّا لا يشارك في عملية الإنتاج، الآن المستهلك هو من يختار من ينتج ويصمم، إنها الثورة الجديدة: تعهيد الأعمال للجماهير.
دعنا نعرف ماذا يُقصَد بتعهيد الأعمال للجماهير، وكيف تستفيد الشركات منها، وما الذي تغير في عالم الأعمال.
مؤلف كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
جيف هاو: محرر وصحفي مختص بعالم الفن وموضوعات أخرى لدى مجلة وايرد، مسبقًا كان محررًا رئيسًا لموقع inside ويكتب في جريدة فيليدج فويس، وقد كتب في عديد من الصحف والمجلات، مثل: التايم وواشنطن بوست،كان جيف أول من كتب عن الاستعانة بالمجموعات وتعهيد الأعمال للجماهير في مقالة نشرت له في مجلة وايرد عام ٢٠٠٦م.
من مؤلفاته:
الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال.
Whiplash: How to Survive Our Faster Future.
معلومات عن المترجم:
مروة عبد الفتاح شحاتة: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، حصلت على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مترجمة لدى مؤسسة هنداوي، وتعمل الآن في وظيفة مترجم أول ومراجع ترجمة.