تعميم وسائل الإنتاج
تعميم وسائل الإنتاج
بعد ثورة الإنترنت، تكسرت الحواجز التي كانت تفصل بين المنتج والمستهلك، وبفضل التكاليف الرخيصة المستمرة في الانخفاض لوسائل الإنتاج، تمكّن الجماهير من المشاركة في عملية الإنتاج التي كانت تستحوذ عليها الشركات.
ومع الألفية الجديدة، وبانخفاض تكلفة وسائل الإنتاج مثل الكاميرا الرقمية ومعدات التسجيل الفائقة الجودة، والبرمجيات اللازمة للتشغيل، سهلت تلك الأدوات المنال لأصحاب الدخل البسيط، لكن يحتاج من يمتلك تلك الأدوات إلى تعلم كيف يستخدمها، لذا توافرت المواد والفصول الدراسية للجامعات المرموقة في كل مكان على الإنترنت، وشارك المحترفون في شرح كيفية استخدام تلك الأدوات.
وبهذا مكنت المبالغ البسيطة الهواةَ من الدخول في عالم الإنتاج والتصوير، بعد أن كان هناك أشخاص بأعينهم هم من يستحقون هذه المجالات، أما الآن فقد اختلفت الأمور وأصبح في يد كل واحد كاميرا.
وصل الأمر أيضًا إلى آلات الطباعة، وأصبحت صناعة النشر أيسر، فبدلًا من النشر المركزي الذي يعتمد على الناشرين الكبار، أصبح المحترف الآن هو المحرك لعملية الطباعة بعد توافر النشر المكتبي، ومع تكنولوجيا الليزر، أصبحت الطباعة ميسورة.
كما ساعد على ذلك تعميم التعليم، إذ أصبح من الممكن تعلم أي شيء تود فعله بسهولة؛ تعلم الرصد لمساعدة علماء الرصد في مشاريعهم الكبرى، أو التعلم من مصور محترف يشرح دروسًا على اليوتيوب عن كيفية استخدام الكاميرا وتصوير فيلم محترف،ومع تعميم قنوات التوزيع، ساهم ذلك أيضًا في سهولة توزيع ما تنتجه؛ اليوتيوب يوفر لك منصة سهلة لرفع كل أعمالك، ومع تقدم التكنولوجيا، تغير كل شيء، وأُعيدَ تشكيل عالم الشركات.
الفكرة من كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
لعلك سمعت مسبقًا عن جوجل، وويندوز، وبرمجيات المصدر المفتوح، ولا يخفى عليك عملاق المصدر المفتوح لينكس.
إذًا ما المشترك بين الشركات والبرمجيات المذكورة هنا؟ إنها ثورة الإنترنت، التي أزالت الحواجز بين المنتج والمستهلك، إنه العالم الجديد.
أصبحت تلك الشركات تستفيد من الجماهير في صناعة المحتوى والمنتجات بعد أن كان دور المستهلك سلبيًّا لا يشارك في عملية الإنتاج، الآن المستهلك هو من يختار من ينتج ويصمم، إنها الثورة الجديدة: تعهيد الأعمال للجماهير.
دعنا نعرف ماذا يُقصَد بتعهيد الأعمال للجماهير، وكيف تستفيد الشركات منها، وما الذي تغير في عالم الأعمال.
مؤلف كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
جيف هاو: محرر وصحفي مختص بعالم الفن وموضوعات أخرى لدى مجلة وايرد، مسبقًا كان محررًا رئيسًا لموقع inside ويكتب في جريدة فيليدج فويس، وقد كتب في عديد من الصحف والمجلات، مثل: التايم وواشنطن بوست،كان جيف أول من كتب عن الاستعانة بالمجموعات وتعهيد الأعمال للجماهير في مقالة نشرت له في مجلة وايرد عام ٢٠٠٦م.
من مؤلفاته:
الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال.
Whiplash: How to Survive Our Faster Future.
معلومات عن المترجم:
مروة عبد الفتاح شحاتة: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، حصلت على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مترجمة لدى مؤسسة هنداوي، وتعمل الآن في وظيفة مترجم أول ومراجع ترجمة.