الهواة وتعهيد الأعمال للجماهير
الهواة وتعهيد الأعمال للجماهير
مع تزايد الهواة الذين يملكون الحماس والشغف والتفاني، شكلت حركتهم وقودًا يدفع عجلة تعهيد الأعمال للجماهير، إذ يمكن للهاوي في أي مجال أن يستخدم التصوير لرفع صور أعماله وبيعها على موقع مثل آي ستوك، فالهاوي لا يحركه المال فقط، بل الشغف والانغماس في ما يحبه، ومع التطور الكبير في التعليم، وظهور أعظم آليات توزيع المعرفة والعلم -وهو الإنترنت- أصبحت للهواة يد كبيرة في السوق والاقتصاد الحديث، فقد يشارك هاوي الكتابة في إنشاء مدونته الخاصة، أو ربما كتابة مشاركة على موقع مثل لوست Lost.com، وهو موقع يحقق كثيرًا من الأرباح من الإعلانات.
لا يقف الأمر هنا، بل يمتد ليشارك هواة الطبيعة والطيور في مراقبة الطيور، ففي عام ٢٠٠٦م، شارك ما يقارب خمسين مليون أمريكي في مراقبة الطيور البرية، في محاولة لتسجيل الأعداد الفعلية للطيور، فيمكن تعليم الهواة وتوجيههم للمساهمة في الرصد.
ومما ساعد على دفع حركة الهواة، زيادة الانتشار في العلوم بين الطبقات المتوسطة، وتوافر العلوم للأشخاص كافة، ومع ظهور ثورة الإنترنت، ووجود مساحات يتحرر فيها طلاب المدارس والجامعات ويجربون، يمكن أن تجد شخصًا متخصصًا في علم وفي الوقت نفسه هاويًا لشيء آخر، ومع توافر التكنولوجيات الحديثة، ربما يكتسب الطلاب مهارات مثل صناعة الأفلام، والمواد المرئية والرقمية، ثم مشاركتها على الإنترنت وبيعها.
لا يكتفي الأشخاص في هذه الأثناء بما يفعلونه في أماكن عملهم، بل يشتركون في أعمال أخرى غير تخصصهم، وهم بذلك ينافسون المحترفين في مجال آخر؛ وحدها الجدارة وما ينتجه الشخص في النهاية من يحكم، ولا تهم الشهادة هنا.
الفكرة من كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
لعلك سمعت مسبقًا عن جوجل، وويندوز، وبرمجيات المصدر المفتوح، ولا يخفى عليك عملاق المصدر المفتوح لينكس.
إذًا ما المشترك بين الشركات والبرمجيات المذكورة هنا؟ إنها ثورة الإنترنت، التي أزالت الحواجز بين المنتج والمستهلك، إنه العالم الجديد.
أصبحت تلك الشركات تستفيد من الجماهير في صناعة المحتوى والمنتجات بعد أن كان دور المستهلك سلبيًّا لا يشارك في عملية الإنتاج، الآن المستهلك هو من يختار من ينتج ويصمم، إنها الثورة الجديدة: تعهيد الأعمال للجماهير.
دعنا نعرف ماذا يُقصَد بتعهيد الأعمال للجماهير، وكيف تستفيد الشركات منها، وما الذي تغير في عالم الأعمال.
مؤلف كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
جيف هاو: محرر وصحفي مختص بعالم الفن وموضوعات أخرى لدى مجلة وايرد، مسبقًا كان محررًا رئيسًا لموقع inside ويكتب في جريدة فيليدج فويس، وقد كتب في عديد من الصحف والمجلات، مثل: التايم وواشنطن بوست،كان جيف أول من كتب عن الاستعانة بالمجموعات وتعهيد الأعمال للجماهير في مقالة نشرت له في مجلة وايرد عام ٢٠٠٦م.
من مؤلفاته:
الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال.
Whiplash: How to Survive Our Faster Future.
معلومات عن المترجم:
مروة عبد الفتاح شحاتة: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، حصلت على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مترجمة لدى مؤسسة هنداوي، وتعمل الآن في وظيفة مترجم أول ومراجع ترجمة.