مدير الأعمال الفنية
مدير الأعمال الفنية
يعد المخرجُ القائدَ والمديرَ المباشرَ لكل الجوانب الفنية للفيلم، من بداية فكرته إلى خروجه إلى صالات العرض، فهو العدسة التي نرى من خلالها العمل السينمائي، إذ يوظف العناصر الفنية، كما يشارك في كتابة السيناريو ويشرف عليه، وهو ثاني عنصر مهم بعد قصة السيناريو والسيناريو ذاته.
إن عمل المخرج أشبه بعمل المايسترو الذي لا يعزف على كل الآلات، ولكنه يعرف وظيفة كل آلة، وكيفية توظيفها في العمل لتناسب إيقاع الأوركسترا، ويتمثل ذلك في اكتشاف القدرات، وتنظيم إيقاع الفريق، وإدراك قصة العمل وتحديد شكل ترجمتها للفيلم، وتوزيع الأدوار على الممثلين، واختيار الموقع والزمان، والديكور والملابس مما يساعد على خلق الإيهام، ومتابعة عملية التصوير، والمونتاج، كل ذلك يقع على عاتق المخرج، فإن استطاع توظيف كل العناصر لتشعر معه بتلقائية المَشاهد، فقد نجحت مهمته، فلا وجود للعشوائية في العمل الدرامي،
بل كل حركة وزاوية لها دلالة يريد المخرج إيصالها، وهو المسؤول الأول والأخير عن كل تفاصيل الفيلم، لكن هذا لا يعني أنه يستطيع التخلي عن شركاء يساعدونه لإيصال الصورة الفنية، فمدير التصوير أحد أهم مساعديه، فهو شريكه في إبداع صورة سينمائية، فالكاميرا ليست مجرد أداة تصوير للدراما وإنما وسيلة للتعبير عنها، لذا يسعى أي مخرج إلى أن يكون على توافق مع مدير تصويره حتى يمتزجا معًا ويبدعا مشاهد سينمائية مميزة، وهذا ما حدث في كثير من أفلام المخرج محمد خان مع مدير تصويره سعيد شيمي، على سبيل المثال.
أما ثاني أهم مساعد للمخرج فهو المونتير، الذي يخلق العلاقات بين المشاهد واللقطات وينشئ مكانًا من عدة أماكن ليوصل الفكرة كاملة، فنجد أن بعض المخرجين يرتبطون بمونتيرين محددين لتمام التوافق بينهم.
الفكرة من كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
كلنا يشاهد الأفلام ويعجب بها، وينجذب إليها، ومِنا من يعيد مشاهدة بعض الأفلام على الرغم من معرفته حكايتها، فما سبب ذلك؟ وما الذي يجذبنا إليها؟
يهيئنا الكتاب من خلال عنوانه للتأمل في العمل السينمائي كما لم نفعل من قبل، فهو لا يعطينا صورة معينة لقراءة الأفلام، بل يأخذنا في رحلة لفهم لغة السينما التي تعبر القارات وتؤثر في الملايين، وما كانت لتكتسب ذلك التأثير لولا امتزاج عناصرها التي تمنحها جاذبية خاصة، فتتكون صورة سينمائية ينجذب إليها الكثير.
فكيف ظهرت السينما؟ وكيف تطورت من مسرح وكاميرا إلى ظهور المونتاج وتَكلم الصورة؟ وكيف نتعامل مع السينما؟ وما أهم عناصرها؟ نجيب عن هذه التساؤلات مع الكاتب، كما نتعرّف صورًا فنية تجعلنا نستوعب الفيلم بصورة أكثر وضوحًا.
مؤلف كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
محمود عبد الشكور: كاتب وناقد سينمائي وأديب مصري، ولد عام 1965م، ودرس بكلية الإعلام في قسم الصحافة، كما كان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو جمعية نقاد السينما المصرية، وشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.
من مؤلفاته:
ذاكرة الظلال والمرايا “دراسات في أدب محمد ناجي”.
وجوه لا تنسى.
يوسف شريف رزق الله، عاشق الأطياف.