علاقتك بالفيلم السينمائي
علاقتك بالفيلم السينمائي
هل تنقل الأفلام الواقع أم إنها تختلف عنه؟ إن حديثنا عن الأفلام مبنيّ على معرفة ماهيتها، فالأفلام فن، ونعني بذلك أنها رؤية ذاتية تعبر عن صاحبها، فربما استخدم الفنان الواقع كأداة لعمله الفني، لكنه لا يعني بذلك أنه واقع حقيقي، فالواقع عندما يصبح مادة للعمل الفني أو الأدبي، يقطع اتصاله بأصله، ويصبح مرتبطًا بطبيعته الفنية فقط، فالأفلام ليس فيها موضوعية أو حيادية، وإنما رؤية خاصة للفنان.
كما أن السينما ليست نوعًا واحدًا من الأفلام، والفيلم ليس إلا فكرة تضافرت جميع العناصر الفنية لإبرازها¹¹، فمهما كان النوع الذي تميل إليه فعليك أن تدرك أنه عمل فني معقد يتكون من عناصر ممتزجة متداخلة، كما تحوي السينما عمومًا طريقتين للتعبير، أولاهما: التجسيد الذي يتجاوز التفاصيل لكي يصل إلى صورة الواقع الملموس، والأخرى: التجريد الذي يُطلق على الخيال. ففي كليهما يحاول الفنان تخيل¹² الواقع كما يهواه هو، يجادله ويلونه ويحاول تحويل لغته إلى واقع جديد متخيل.
ولكي تستطيع استقبال العمل السينمائي عليك أن تدرك أن لكل فيلم طريقته الخاصة في معالجة فكرته، فينبغي أن تعيَ دلالات الفيلم ومنطقه وقواعده، فالفيلم الجيد هو ما امتزجت جميع عناصره لخدمة فكرته، وهذا يدفعنا إلى قراءة الفيلم شكلًا ومضمونًا ، فنتأمل ما يريد الفيلم إيصاله، وكيف عبر عنه من خلال لغة الصورة، لكن إبان ذلك علينا استيعاب ما نتأثر به، فنحن، كما قال الكاتب، نتأثر بفيلمين في أثناء المشاهدة، واحد داخلي وهو أفكارنا ومشاعرنا وحالتنا النفسية، والآخر الخارجي الذي نشاهده بالفعل عن طريق الشاشة، فلكي نفهم هذا الفيلم الخارجي علينا التقليل من تأثرنا بفيلمنا الداخلي.
وقد يساعد الفيلم على معرفة الإنسان لنفسه، فهو لا يقدم فقط خبرات إنسانية ومعلومات جافة، بل يقدم خبرة جمالية وعاطفية كذلك، ويلقي الضوء على الإنسان من منظورات عدة تُظهر جوهره المركب المتداخل.
الفكرة من كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
كلنا يشاهد الأفلام ويعجب بها، وينجذب إليها، ومِنا من يعيد مشاهدة بعض الأفلام على الرغم من معرفته حكايتها، فما سبب ذلك؟ وما الذي يجذبنا إليها؟
يهيئنا الكتاب من خلال عنوانه للتأمل في العمل السينمائي كما لم نفعل من قبل، فهو لا يعطينا صورة معينة لقراءة الأفلام، بل يأخذنا في رحلة لفهم لغة السينما التي تعبر القارات وتؤثر في الملايين، وما كانت لتكتسب ذلك التأثير لولا امتزاج عناصرها التي تمنحها جاذبية خاصة، فتتكون صورة سينمائية ينجذب إليها الكثير.
فكيف ظهرت السينما؟ وكيف تطورت من مسرح وكاميرا إلى ظهور المونتاج وتَكلم الصورة؟ وكيف نتعامل مع السينما؟ وما أهم عناصرها؟ نجيب عن هذه التساؤلات مع الكاتب، كما نتعرّف صورًا فنية تجعلنا نستوعب الفيلم بصورة أكثر وضوحًا.
مؤلف كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
محمود عبد الشكور: كاتب وناقد سينمائي وأديب مصري، ولد عام 1965م، ودرس بكلية الإعلام في قسم الصحافة، كما كان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو جمعية نقاد السينما المصرية، وشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.
من مؤلفاته:
ذاكرة الظلال والمرايا “دراسات في أدب محمد ناجي”.
وجوه لا تنسى.
يوسف شريف رزق الله، عاشق الأطياف.