نشأة السينما
نشأة السينما
ظهرت السينما مزيجًا من المسرح والكاميرا، فالمسرح عرض مباشر لقصة ما أمام الجمهور، وكان انتشاره عاملًا أساسيًّا لظهور السينما.
أما السينما فهي عرض آلي لصور متتالية التُقِطت عن طريق الكاميرا، لكن الكاميرا بدايةً لم تكن تلتقط إلا الصور، فكيف تحولت الصورة إلى فيديو؟
اكتُشِفَ أن لعين الإنسان خاصيةً تسمى ثبات الرؤية persistence of vision، وهي أن تحتفظ العين بالصورة بعد أن تزول من أمامها لمدة عُشر ٍمن الثانية، فإن عرضت أمامها مجموعة صور متتالية تختلف بشكل بسيط، أي مثلًا من عشر إلى أربع عشرة صورة في الثانية، فسوف تدركها العين على أنها حركة متتالية للصور⁴، وهذا ما يُعرَف اليوم بالفيديو.
وهكذا ظهرت السينما بشكلها البدائي، من خلال التلاعب البصري بالصور.
لم تتوقف السينما عند تحويل الصورة إلى حركة، فمع الوقت اكتُشفَ سر السينما الذي خلق للأفلام زمانها الخاص وفتح المجال أمام الأدب لدخول عالم السينما الواسع، ألا وهو المونتاج، فقد أعطى المونتاج حريةً كبيرةً في تصوير المشاهد ومِن ثَمَّ دمجها، كما أنه منح الأفلام طرائق مختلفةً للسرد بما يمنحها من حريةِ التلاعب بالزمان والمكان، وبهذا تحول عالم السينما تحولًا جذريًّا.
نمت السينما واتسع تأثيرها، فلم تعد أداة للتسلية فحسب، بل أداةً ضخمة التأثير، تُعَبِّر عن التيارات الفنية المختلفة⁵ وتؤثر في المشاهد تأثيرًا عجيبًا، فمن بداية ظهور الأفلام وإلى الآن يُعَدُّ تقليد نجوم السينما أمرًا شائعًا، لذا ظهرت أشكال مختلفة للرقابة على الأفلام، وعلى الرغم مما وصلت إليه السينما من تأثير فإنها افتقرت إلى الإيهام بالواقع لغياب الصوت عنها، لكن لم تلبث السينما حتى انتقلت إلى منعطف آخر امتزج فيه عنصرا الفن: الإيهام والمحاكاة.
الفكرة من كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
كلنا يشاهد الأفلام ويعجب بها، وينجذب إليها، ومِنا من يعيد مشاهدة بعض الأفلام على الرغم من معرفته حكايتها، فما سبب ذلك؟ وما الذي يجذبنا إليها؟
يهيئنا الكتاب من خلال عنوانه للتأمل في العمل السينمائي كما لم نفعل من قبل، فهو لا يعطينا صورة معينة لقراءة الأفلام، بل يأخذنا في رحلة لفهم لغة السينما التي تعبر القارات وتؤثر في الملايين، وما كانت لتكتسب ذلك التأثير لولا امتزاج عناصرها التي تمنحها جاذبية خاصة، فتتكون صورة سينمائية ينجذب إليها الكثير.
فكيف ظهرت السينما؟ وكيف تطورت من مسرح وكاميرا إلى ظهور المونتاج وتَكلم الصورة؟ وكيف نتعامل مع السينما؟ وما أهم عناصرها؟ نجيب عن هذه التساؤلات مع الكاتب، كما نتعرّف صورًا فنية تجعلنا نستوعب الفيلم بصورة أكثر وضوحًا.
مؤلف كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
محمود عبد الشكور: كاتب وناقد سينمائي وأديب مصري، ولد عام 1965م، ودرس بكلية الإعلام في قسم الصحافة، كما كان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو جمعية نقاد السينما المصرية، وشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.
من مؤلفاته:
ذاكرة الظلال والمرايا “دراسات في أدب محمد ناجي”.
وجوه لا تنسى.
يوسف شريف رزق الله، عاشق الأطياف.