نشأة الدولة العثمانية
نشأة الدولة العثمانية
يعود نسب العثمانيين إلى قبيلة تركمانية تعيش في كردستان، ونتيجة الغزو المغولي فإن “سليمان” جد عثمان هاجر إلى بلاد الأناضول واستقر في مدينة أخلاط، وبعد وفاته خلفه ابنه أرطغرل، الذي واصل تحرُّكه في الأناضول، لكن خلال حركته كان هناك قتال بين المسلمين السلاجقة والنصارى البيزنطيين، فانضم أرطغرل إلى صفوف المسلمين حتى انتصروا وتقديرًا لموقفه أهداه قائد المسلمين أرضًا في الحدود الغربية للأناضول بجوار الروم، حتى وُلد عثمان الذي تُنسب إليه الدولة العثمانية، وفي ولادته لُطفٌ من الله عز وجل، حيث كانت تتعرَّض الدولة العباسية للتدمير والهلاك على يد المغول، فكانت بولادة عثمان بداية الأمة في التمكين وحال الأمة حينها كان في أقصى الضعف والانحطاط.
وقد تأثر كثيرٌ من البيزنطيين بشخصية عثمان ومنهجه، حتى امتلأت صفوف العثمانيين منهم، وفي فتوحاته كان يتجرَّد لله وينسب الفضل إليه سبحانه، وكان يرى أن الفتوحات فرصة لتبليغ دعوة الله ونشر دينه، فكان يُطلب من أمراء الروم أحد ثلاثة خيارات: إما الدخول في الإسلام، وإما دفع الجزية، وإما الحرب. فقد كانت حياة عثمان جهادًا ودعوة في سبيل الله، وله وصية وهو على فراش الموت لابنه تُظهر عِظم المنهج الذي سار عليه العثمانيون، الذين اهتموا بالعلم والمؤسسات، ومن خلال تلك الوصية نستنتج الأسس التي قامت عليها الدولة العثمانية، وهي الالتزام بشرع الله في كل صغيرة وكبيرة، وأن مجلس الشورى يجمع العلماء ليرشدوا الحاكم إلى أمر الله عز وجل، كما كانت الدولة العثمانية تُقدِّر العلماء وترفعهم لأن العلماء كانوا مرجع السلاطين في أوقات الفتن والمحن، وكان لهم فضل في حشد الناس تحت لواء الجهاد في سبيل الله تعالى، ومن الأسس التي قامت عليها الدولة العثمانية إيمانها العميق بأن دين الإسلام دين دعوة مستمرة، فمن أهدافها أن يصل نور الإسلام إلى كل إنسان.
أخذ العثمانيون كل السبل لدعوة الناس إلى الإسلام وكانوا يعاملون الرقيق باللين، ويحتفلون بمن يعتنق الإسلام، كما قاموا باتباع سياسة الإفراج عن الأسير إذا اعتنق الإسلام، وتوسَّعوا في المنح والعطايا، وأقاموا الملة والدين لتكون كلمة الله هي العليا. وفي تلك الوصية أيضًا وضَّح عثمان لابنه براءته ممن ينحرف عن الحق والعدل من ذريته، وأن الحقوق بين الراعي والرعية لا بدَّ لها أن تتضح حتى تنصلح الأُمة، فمن حق الراعي على رعيته أن يجتهد في الحفاظ على عقيدة الأمة صافية، ويحميها من أعدائها، ويتحرّى الأمانة في اختيار أصحاب المناصب، ومن حقوق الرعية على الراعي الطاعة والنصرة والنصح والتقويم في الأمور التي قد يُخطئ فيها الحاكم.
الفكرة من كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
مُحمد الفاتح، قاهر الروم، ما سيرته؟ وكيف فُتحت القسطنطينية على يديه؟ وما جهود العثمانيين قبله ليحدث هذا الفتح؟ يتناول الدكتور علي الصلابي هذه التساؤلات في كتابه، موّضحًا أهم المحطات التاريخية في تاريخ العثمانيين، وأثر تلك الجهود في العالم الإسلامي، وسنن الله عز وجل في الأُمم، وآثار تحكيم شرع الله تعالى كالاستخلاف والتمكين.
مؤلف كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
علي محمد محمد الصلابي: فقيه وكاتب ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي، حصل على درجة الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة، كما نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.
صدر له عدد من الكتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.
السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق.