السينما في المجتمع المصري
السينما في المجتمع المصري
لا يقتصر الفن على إمتاع الجمهور فقط، بل إن له تأثيرًا كبيرًا في وعي الأفراد، فالمُمثلة ليلى مراد حفرت في أذهان المصريين صورة لها من المستحيل محوها، وهي صورة الفتاة الطيّبة الوديعة، حتى قررت الاعتزال بعد نهاية الأربعينيات، دون تفسير أو سبب. كذلك تحية كاريوكا التى امتلكت شعبية كبيرة في المجتمع المصري، ووصلت بعض أعمالها السينمائية إلى العالمية، كذلك امتدت شعبيتها إلى الحياة السياسية، فقد ساعدت الفدائيين في أثناء الحركة الفدائية ضد الاحتلال، وتعرضت للاعتقال لانتقادها عبد الناصر، وكونت فرقة قدمت مسرحيات سياسية ناجحة حتى أوقفتها الحكومة.
من المؤثرين أيضًا يوسف شاهين الذي رأى الكاتب أنه في أغلب أعماله كان يتملق الأجانب على حساب مصريته كما في فيلم “إسكندرية ليه” و”وداعًا بونابرت”، كذلك فيلم “المهاجر” الذي كان يروج لفكرة التطبيع مع إسرائيل، وهو نفسه ما تم الترويج له في التليفزيون الإسرائيلي. وعلى الرغم أن فيلم “المصير” نال دعاية مهولة وإشادات من النقاد والصحفيين، خصوصًا بعد حصول يوسف شاهين على جائزة كان، فإن الفيلم يحمل رسالة خطيرة تتمثل في تصدير فكرة محددة، وهى الاختيار بين الإرهاب الديني أو العلمانية المطلقة، دون أن يكون بينهما توازن كالتدين مع احترام العلم.
الفكرة من كتاب شخصيات لها تاريخ
هذا الكتاب رحلة عودة إلى الماضي من خلال معرفة بعض الحقائق التاريخية عن شخصيات مختلفة مرت على مجتمعنا والعالم، وكيف كانت هذه الشخصيات مؤثرة في المناخ الاجتماعي والسياسي، وكم تركت من انطباعات حُفرت في ذاكرة المجتمع. لذا فمعرفة تاريخ هذه الشخصيات تفيدنا في تحليل التغيرات الثقافية والسياسية في المجتمع المصري، وبذلك يُمكننا أن نتفادى أخطاء الماضي.
مؤلف كتاب شخصيات لها تاريخ
جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه م جامعة لندن. شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: “كتب لها تاريخ”، و”الاقتصاد والسياسة والمجتمع في عصر الانفتاح” و”ماذا حدث للمصريين؟”.