كن مقدامًا تؤازرك قوى عظيمة!
كن مقدامًا تؤازرك قوى عظيمة!
قد تبدو هذه العبارة تحفيزية لك، إلا أنها ستكشف لك عن السر العظيم وراء نجاح أغلب قصص الناجحين، أحيانًا بعض القرارات تحتاج منا أن نكون صارمين فيها؛ إن هذا السر سيمكِّنك أن ترى بوضوح أنك عندما كنت تعجز عن أمر ما في الماضي، فنادرًا ما كان السبب أنك حاولت وأخفقت، بل كان خوفك من الإخفاق في معظم الأحيان هو الذي يمنعك من المحاولة، فالخوف هو أقوى مشاعرنا قدرةً على شلِّ حركتنا، وإذا ما نظرنا إلى آلاف قصص الفشل حولنا نجد أن ضعفهم في القدرة على اتخاذ القرار المناسب، كان على رأس لائحة أسباب فشلهم، فالمماطلة مثلًا هي العدو اللدود الذي يجب على كل من يريد النجاح أن يتغلَّب عليه عمليًّا.
ولكي تتمكَّن من اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة استمع لما سأقوله لك جيدًا: إن أكثر الناس الذين يخفقون في النجاح، هم أولئك المتأثرون بغيرهم، فإذا كنت ممن يتأثر بآراء الناس عند اتخاذ قراراتك، فلن تنجح في أي مشروع من مشاريعك لأن تأثُّرك يعني أنك لا تملك رغبة محدَّدة بذاتك، لهذا اكتم عن الناس قراراتك ولا تثق بأحد باستثناء المقرَّبين طبعًا من الأهل والأصدقاء ممن تختارهم للمشورة باعتبارهم يتعاطفون كليًّا مع أهدافك.
واتبع النصيحة التي تقول: “لا تخبر العالم بما تنوي فعله قبل أن تنفذه فعليًّا”، فإن الآلاف من الرجال والنساء يحملون عقدة الحقارة في حياتهم بسبب آراء الآخرين لأن شخصًا جاهلًا -وربما عن نية غير خبيثة- دمَّر ثقتهم بأنفسهم، عن طريق إبداء ملاحظة غير صحيحة، أو عن طريق السخرية منهم، وفي هذا المعنى يقول ابن الجوزي: “اكتم عن الناس ذهبك، وذهابك، ومذهبك”، فأما المقصود بذهبك فمالك وحالك وكل نعمة تنعم بها، أما ذهابك فيعني أي أمر تنوي عمله أو أي قرار تنوي اتخاذه، وأما مذهبك فيعني ألا تتحدث كثيرًا عن نفسك ماذا تحب وماذا تكره.
فإذا كنت ترغب في امتلاك عادة اتخاذ القرار السريع والحاسم، عليك أن تكون ممن يفتح عينيه وأذنيه ويغلق فمه، لأن أولئك الذين يتكلمون كثيرًا لا يفعلون أي شيء آخر سوى الكلام.
الفكرة من كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
يستهلك الفشل من الوقت والجهد أكثر مما يستهلكه النجاح، حيث إن الفشل ليس الخمول والسكون والكسل فحسب، فلربما يكون حليف الجهود المبعثرة والنشاط الهدَّام.
وفي هذا الكتاب يأخذنا المؤلف في رحلة لنتعرَّف فيها على عوامل تجنُّب الفشل، مبتدرًا نصائحه بضرورة تجنُّب إرادة الفشل، وباتخاذ خطوات عملية لمواجهة المشاكل، وبالتنبيه لضرورة الابتعاد عن الزوايا الحادة، وموضِّحًا للقارئ كيف يستثمر ذلك في حال الوقوع في الفشل والوقوف من جديد، ثم يقدم نصائحه للسير على طريق النجاح، داعيًا قارئه إلى سماع كل النصائح؛ ليغربلها ويأخذ منها كل شخص ما يتناسب معه.
مؤلف كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلَّم كيف تنجح”، ومنها: “عوامل النجاح”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجِه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.