ابتعد عن الزوايا الحادة
ابتعد عن الزوايا الحادة
إن العمل يؤدي إلى التنافس، والتنافس يؤدي إلى التوتر والقلق، والتوتر والقلق قد يُختزَنان في النفس فيمنعان العقل عن إصدار أحكام صحيحة، غير أن التوتر والقلق نوعان؛ نوع طبيعي يدفعك إلى العمل، وهو ما يصيب معظم الناجحين والعظماء، ونوع آخر هادم للذات، وهو ما يعانيه كل المعقَّدين الذين يعيشون ضد الحياة.
لذلك إذا أردت أن تنجح فعليك أن تسيطر على قلقك وتوتُّرك، وإلا فسيكونان عائقًا في طريق النجاح، لأنهما سيجذبان -بطبيعة الحال- سربًا كبيرًا من أقرانهما، كالخوف والغضب وتثبيط الهمة، والتسويف والتردُّد وما شابه ذلك، وهناك أيضًا شعور سلبي آخر هو القلق فيما يتعلَّق بالمستقبل، وقد يجدر بنا أن نردِّد ما قاله مارك توين: “لقد عرفت كثيرًا من المشكلات ولكن معظمها لم يحدث”!
ولكي تتخلَّص من القلق عليك أن تواجه المشكلات على نحو مباشر، واسأل نفسك دائمًا: ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ فإذا أجبت عن هذا السؤال زال قلقك، وحاول كذلك أن تبدل القلق بالتخطيط للعمل، فأنت حين تحدِّد لنفسك أهدافًا ذات مغزى، سرعان ما ستشغلك عن القلق الذي ينتابك.
وامنع القلق من أن يتوالد، بأن تعطيه حجمه الطبيعي من خلال القيام بتحليل أسبابه، وحذف ظلاله، فاكتب في ورقة أسباب قلقك، وحاول أن تكون منطقيًّا في إعطاء نسبة لكل سبب، فسرعان ما ستكتشف أنه أصغر بكثير مما كنت تتوقع، ومما قيل في هذا المعنى: “لماذا ندمِّر السعادة الحاضرة بشقاء بعيد؟”، وتوكَّل على الله تعالى، فهو سبحانه المهيمن على الكون كله، والأرض جميعًا في قبضته، والسماوات مطويَّات بيمينه، وكل شيء يجري بتقديره، فلماذا الخوف والحزن إذن؟ فإذا عقل قلبك هذا لن يدخله الخوف والقلق البتة، الشيء الآخر عليك أن تُرَوِّح عن نفسك بأي شكل من الأشكال، فكما أن السيارة تحتاج إلى التوقف بين الحين والآخر، فكذلك أنت تحتاج إلى الترويح عن نفسك، وإذا أردت أن تزيد من مستوى إنتاجيتك في العمل، فلا بد أن تتمتَّع بقدر كافٍ من حب العمل والحماس، ومقدار أكبر من هدوء الأعصاب فقد ثبت أن المصاب بالنرفزة عاجز عن إظهار براعته في أي عمل.
الفكرة من كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
يستهلك الفشل من الوقت والجهد أكثر مما يستهلكه النجاح، حيث إن الفشل ليس الخمول والسكون والكسل فحسب، فلربما يكون حليف الجهود المبعثرة والنشاط الهدَّام.
وفي هذا الكتاب يأخذنا المؤلف في رحلة لنتعرَّف فيها على عوامل تجنُّب الفشل، مبتدرًا نصائحه بضرورة تجنُّب إرادة الفشل، وباتخاذ خطوات عملية لمواجهة المشاكل، وبالتنبيه لضرورة الابتعاد عن الزوايا الحادة، وموضِّحًا للقارئ كيف يستثمر ذلك في حال الوقوع في الفشل والوقوف من جديد، ثم يقدم نصائحه للسير على طريق النجاح، داعيًا قارئه إلى سماع كل النصائح؛ ليغربلها ويأخذ منها كل شخص ما يتناسب معه.
مؤلف كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلَّم كيف تنجح”، ومنها: “عوامل النجاح”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجِه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.