المستثمر من الداخل
المستثمر من الداخل
عندما يتعلَّق الأمر بالمال فإن الكثير من الناس يعمل لجعل الآخرين أغنياء، وإذا أردت ألا تكون واحدًا من هؤلاء لا بد أولًا أن تفكِّر مثل الأغنياء، فإن ما يدفع غالبية الناس لعدم إقامة مشروعهم الخاص أو الاستثمار هو عدم المقدرة على التحكُّم في شعورهم بالخوف، لذلك يقال إن النجاح المالي يعتمد بنسبة 90% على الذكاء العاطفي للشخص، وبنسبة 10% على معلوماته التقنية، والذكاء العاطفي هو القدرة على التعامل مع المشاعر والتحكُّم فيها، ومن يمتلك هذا الذكاء تكون لديه المقدرة على إعطاء المساحة المناسبة للعقل ليزن الأمور ويحدِّد ما ينبغي فعله بناء على ما يملك من معلومات تقنية تعدُّ بمثابة الأدوات التي تساعد على عمل العقل، وهذه المعلومات التقنية هي التي تعطيك المقدرة على قراءة لغة الأرقام التي تعرف بها الحقائق المالية.
وكثيرًا ما يختلط على الأشخاص الفرق بين الحقائق المالية والآراء، فالحقائق المالية كما عرفت تكتب بلغة الأرقام، أمَّا الآراء فعادةً ما تحمل جزءًا من الحقيقة فقط، لذلك تُكتَب في صورة جمل جذابة لأول وهلة لكن عند عرضها على لغة الأرقام قد يثبت عدم صحتها من الناحية المالية، ودعني أوضح لك الفرق بمثال: هل تعتقد أن شراء الذهب استثمارٌ جيد؟ لعلَّك تجيب بنعم، فماذا لو قلت لك أنك اشتريت هذا الذهب بألف دولار وانخفض سعره وأصبح 900 دولار، هل ما زلت تعتقد انه استثمارٌ جيد؟ الإجابة بالطبع لا، بل أصبح الآن أحد الخصوم التي سبَّبت لك خسارة 100 دولار من مالك، فالإجابة العامة التي تقول إن الذهب استثمارٌ جيدٌ بإطلاق مجرد رأي عند عرض هذا الرأي على لغة الأرقام، وقد يكون هذا الرأي صحيحًا وقد يكون خطأً.
يعلم المستثمر أن النجاح ليس معلمًا جيدًا، فالإخفاق والفشل هما ما يزيد من الذكاء المالي وليس النجاح، لذلك من النصائح المهمة في بداية رحلتك المالية البدء بالعمل في خانة أصحاب المشروعات الصغيرة واكتساب الخبرة اللازمة بالتجربة والخطأ، ثم الانتقال إلى خانة الاستثمار بعد ذلك، وللنجاح كصاحب مشروع لا بد من تذكُّر القاعدة المهمة التي تقول إن النظام أهم من المنتج، فكثير من الأشخاص عندما يفكر في إقامة مشروعه الخاص يبدأ في جلب فكرة جذابة بالفعل، لكنه لا يملك نظامًا لتنفيذ هذه الفكرة، ما يؤدي إلى فشل المشروع،كذلك لا يجد مستثمرًا يقوم بتمويل مشروعه لأن المستثمر لا يضع ماله بناءً على مدى جاذبية الفكرة، بل يضعه في النُّظم القائمة بالفعل لعلمه أن النُّظم هي الأهم.
الفكرة من كتاب النموذج الرباعي للتدفُّقات النقدية: دليل الأب الغني لتحقيق الحرية المالية
هناك العديد من الاختلافات الجوهرية بين الأشخاص إذا تعلَّق الأمر بالتعامل مع المال، فهناك من يسعى وراء الأمان الوظيفي والراتب الثابت، وهناك من يسعى لامتلاك مشروعه الخاص، وهناك من يسعى وراء استثمار المال ليعمل المال من أجله، ويوضح هذا الكتاب لماذا يعمل أشخاص أقل، وفي الوقت نفسه يحقِّقون مكاسب أكبر تمكِّنهم من تحقيق حريتهم المالية، والسر وراء ذلك يكمن في معرفة الخانة التي يمكن للشخص جلب المال منها، لذلك يتعرَّض هذا الكتاب بالشرح التفصيلي لأربع خانات مختلفة يمكن جلب المال من خلال فئة منها أو أكثر.
يعرض هذا الكتاب الاختلافات الجوهرية بين هذه الفئات الأربع، والصفات التي يجب أن يتحلَّى بها الشخص إذا أراد أن يكون صاحب مشروع أو مستثمرًا، إضافةً إلى أهم الخطوات التي يمكن أن يبدأ بفعلها إذا أراد الانضمام إلى إحدى هاتين الفئتين.
مؤلف كتاب النموذج الرباعي للتدفُّقات النقدية: دليل الأب الغني لتحقيق الحرية المالية
روبرت كيوساكي: رجل أعمال ومؤلف شهير، مؤسِّس شركة The Rich Dad، وهي شركة مختصَّة بالتعليم المالي، ولدى روبرت موهبة فذَّة في تبسيط الأفكار التي تتعلَّق بالمال والاستثمار، لذلك استقبلت كتبه بالإعجاب الشديد في العديد من دول العالم، وترجمت إلى عشرات اللغات.
من مؤلفاته: كتاب “الأب الغني والأب الفقير”، وكتاب “لماذا يعمل الطلاب “الممتازون” لدى الطلاب “المتوسطين”، ويعمل الطُّلاب “الجيدون” لدى الحُكومة؟”.
شارون إل. لشتر: سيدة أعمال ومؤلفة، زميلة في الجمعية الأمريكية للمحاسبين والمراجعين العموميين، شاركت في تأليف هذا الكتاب، وتأليف كتاب “الأب الغني والأب الفقير”.