عصر الاضطراب
عصر الاضطراب
تُعد نظم المعلومات المتكاملة ضرورة من ضرورات الحياة في عصرنا الحالي، إذ أصبحت كالدماء في شرايين المنظمات والشركات، فالقرارات لا يتم اتخاذها إلا في ظل شبكة كبيرة من المتغيرات والثوابت والعوامل التي لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، والمعلومات هي القاسم المشترك في أي عمل ناجح ومن دونها يصبح الأمر صعبًا على رجل التسويق، لذلك فإن كثيرًا من المنظمات والشركات العربية ترجع أوضاع عدم الاستقرار بها إلى افتقار رجال التسويق لوجود نظم معلومات متكاملة، ومن ثمَّ فإن نجاح أي عمل تسويقي يتوقف على وجود معيارين أساسيين، الأول هو قدرة التسويق على التكيف مع المتغيرات والمستجدات الحياتية، والثاني هو قدرة التسويق على استغلال الفرص الاقتصادية السانحة، ولا يمكن تحقق هذين المعيارين في ظل غياب نظام معلومات متكامل يضمن تدفق تيار من البيانات الحديثة والسريعة والصادقة التي تساعد على دعم اتخاذ القرارات.
وبما أننا نعيش في عصر العولمة، فإن الحواجز الجغرافية لم تعد تقيّد انتقال المعلومات من مكانٍ إلى آخر، ومع ذلك فقد كان من الممكن للشركات في الماضي حساب توقعات العملاء واتجاهاتهم لمدة تزيد على 15 عام، أما الآن فإن هذه العملية لا تكاد تتجاوز الخمس سنوات، بل إننا لن نبالغ إذا قلنا إنها لم تعد تتجاوز عامًا واحدًا! لأن احتياجات العملاء أصبحت تتغير بشكل جذري في وقت قصير، وذلك راجع إلى وجود تكنولوجيا الاتصالات وظهور الإنترنت الذي غيّر ملامح السوق العالمية وجعلها صغيرة نسبيًّا، ما أدّى إلى كثرة المنتجات المعروضة وتنوعها، فترتب على ذلك ارتفاع حدّة المنافسة وشراستها، ما جعل الشركات خدمًا والعملاء ملوكًا متوَّجين.
وبناءً على ذلك، فإننا نعيش في عصر نطلق عليه عصر الاضطراب، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية غير المتوقعة التي تدفع بعض الشركات إلى اتخاذ ردود أفعال خاطئة، فمنها من تخفض التكاليف على حساب الجودة، ومنها من تقلل الشرائح السوقية وترجئ توسيع سوق الشركة، بل وتتجه بعض الشركات إلى التقليل من رغبات العملاء على حساب التكلفة الكلية ما يجعلها تخسر مكانتها في السوق، لذا فإن قادة الأعمال في ظل هذا الاضطراب في حاجة إلى نظرة جديدة إلى العالم تمكنهم من التعامل مع المتغيرات الحديثة وتحقيق الأهداف، ومن ثم بلوغ النجاح، فكثير من الشركات مثل مجموعة شركات مايرويد وشركة نَيك كان العامل المشترك لنجاحها في ظل المنافسة الشرسة هو العميل، من حيث دراسة احتياجاته ورغباته وقدراته الشرائية مع الحفاظ على مستوى الجودة المرتفعة، إلى جانب مراجعتها لطرق تصنيع المنتج وتسعيره في ظل البيئة المتغيرة بقصد التكيُّف مع البيئة التنافسية.
الفكرة من كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
يُبين الكاتب في هذا الكتاب أننا نعيش في عصر مضطرب تتغير فيه احتياجات الناس ورغباتهم بسرعة كبيرة، ما يُلقي حملًا ثقيلًا على الشركات والمؤسسات، وحملًا أكبر على مديري التسويق في ظل المنافسة الشرسة بين الشركات، ومن ثمَّ تقع على مديري التسويق مسؤولية التكيف مع المتغيرات، إلى جانب القدرة على خلق الفرص، من بين الفوضى العارمة التي نحياها، واستغلالها.
مؤلف كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
أحمد مرسي أحمد إبراهيم: هو كاتب ومؤلف مصري، من مؤلفاته:
آليات التسويق في الألفية الجديدة.
التسويق في عصر الاضطراب