نشأة صلاح الدين وصفاته
نشأة صلاح الدين وصفاته
هو يوسف بن أيوب بن شاذى، الملقب بـ”صلاح الدين الأيوبي”، وُلِد سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة هجريًّا 532 هـ، وكان أبوه واليًا على قلعة تكريت، ثم تنقل معه إلى الموصل ثم إلى الشام، ثم بعلبك التي فيها ظهرت شخصيته حتى قرَّبه الملك العادل نور الدين محمود زنكي منه.
كان صلاح الدين حَسُن الدِّين والخُلُق منذ صغَرِهِ، فقد تعلم من مشايخه العقيدة السليمة، وكان شديد الحب للقرآن الكريم والاستماع إليه، فكان يستقرئ حرَسَهُ ورفاقَه في مجاِلسه، وكان كذلك شديد الاهتمام بسماع الأحاديث، بل كان يذهب بنفسه إلى الشيوخ ليستمع إليهم، وكان كريمًا عادلًا مقيمًا للشرع حتى في أقرب الناس له وفي نفسه، وقد ذُكِر أن أحد العامة رفع للقاضي شكوى يختصم فيها صلاح الدين نفسه، فوافق ومثُل أمامه حتى تم الحكم أن السُّلطان على حق، ورغم ذلك لم يُرِد أن يَردَّ الرجل خائبًا فأعطاه نفقة بالغة كرمًا له.
أما أكثر ما وُصِف به، فهو شدة اهتمامه بأمر الجهاد حتى قيل إنه ما أنفق بعد خروجه إلى الجهاد دينارًا ولا درهمًا إلا في الجهاد، وقد كان صابرًا على الابتلاءات، فحدث أنه مرض مرضًا جعله لا يستطيع الجلوس على نحو مستقيم، لكنه كان صابرًا ، بل ونزل مع جيشه خيمة الحرب قريبًا من العدو. ولم يحدث أن كان السلطان صلاح الدين كثير الغضب، إنما عُرف عنه حلمه وكثرة عفوه، كما عرف عنه غيرته على دينه ورعيته، فخير دليل على ذلك ما حدث في الواقعة المعروفة بينه وبين أرناط صاحب الكرك عندما غدر أرناط بالهدنة الواقعة، وأغار على قافلة من المسلمين وقتلهم وعذبهم، فلما بلغ ذلك صلاح الدين وعد بقتله بنفسه، وبالفعل لما تمكن منه في موقعة حطين قتله بنفسه، وانتقم للمسلمين منه.
الفكرة من كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
حينما نتذكر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، يتوقف وعينا عنه عند لحظة انتصاره في معركة حطين واسترداد القدس فقط، ولا ندري أن بداية الصراعات قد بدأت بعد ذلك، بل يرى بعض المؤرخين أنَّ ما حل بعد ذلك لا يقل أهمية عن صعودِه وتوحيده بلاد مصر والشام لاسترداد القدس.
وفي هذا الكتاب الذي يُعدُّ مرجعًا تاريخيًّا لأحد الذين عاصروا صلاح الدين وكانوا قريبين منه، يركز الكاتب على فترة صعود الملك الناصر وفتوحاته ومعاركه، حتى ندرك أن حياته ما كانت إلا للجهاد.
مؤلف كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
أبو المحاسن بهاء بن شداد (1145- 1284): قاضٍ ومؤرخ مسلم، عاصر صلاح الدين الأيوبي ومعاركه، وكان أحد مستشاريه الرئيسيين، عُرف عنه صدق مؤرخاته، ونال ثقة العلماء والمؤرخين.
له العديد من المؤلفات والكتب أهمها:
فضائل الجهاد.
الموجز الباهر.
البراهين على الأحكام.
ملجأ القضاة من غموض الأحكام.