درجة ثانية
درجة ثانية
إن كثيرًا من الفتيات اللاتي سبق لهنّ الزواج، وبعد الانتهاء من تجاربهن الأولى، تظل أرواحهن مُتقدة، وحماسهن مُشتعلًا، وبريقهن مُتجددًا، تنتظرن علاقة تُعوّضهن عن سابِقتها. ولَكِن في غضون هذا الانتظار، لا يسلمن من المجتمع الذي يراهُنّ “درجة ثانية”!
فنرى من سبق لها الزواج تارةً تُنقَد بسيل من الأحكام، وتارةً يتم تجنُّبها في العلاقات، وتارة يُنظر إليها بنظرات عدم الاستحقاق، ليس لديها أدنى حَق في أن تكون لها معاييرها الخاصة في اختيار شريكها عند الزواج للمرة الثانية، بل ينبغي أن تُقدِّم التنازلات، سواء في قبول عيوب الطرف الآخر غير المُحتملة، أو في إعلان زواجه بها، أو بحقها في المبيت، أو في الماديات، وغير ذلك مما يفرضه المجتمع عليها حتى تم اعتياده، ولكن يظل غير المفهوم إطلاقًا هو نظرة الفتاة إلى نفسها على أنها درجة ثانية، فنجد مثالًا لمن يطلبها شاب لم يسبِق له الزواج، فيتقدّم لأهلها راغِبًا فيها، مُقبلًا عليها، إلا أنها ترفضه، تُرى ما السبب؟
السبب أنها ترى أن من يفعل ذلك بالتأكيد به عيب، أو أن أخلاقه غير مُحتملة ولم يجد من ترضى به، فدفعه ذلك إلى بابها! والآن لعلنا نتساءل: ما الذي يفرض علينا أن نتعامل مع من سبق لها الزواج على أنها “درجة أولى” بينما تُعامل هي نفسها كـ”درجة ثانية”؟
الإجابة ستكون بإجابة سؤال آخر أكثر بساطة، تُرى هل كانت السيدة خديجة بنت خويلد، أو السيدة سودة بنت زمعة، أو السيدة زينب بنت خزيمة -رضي الله عنهنّ جميعًا- يُعاملن كدرجة ثانية؟!
بالطبع لا، بل كانت المرأة التي تُطلّق أو يتوفى عنها زوجها، يتسابق الصحابة إلى بابها تشريفًا لها.
الفكرة من كتاب علاقات بنكهة القهوة
هل تساءلت يومًا لماذا يبدو البَعض أكثر استقرارًا من غيرهم من الناس في علاقاتهم العاطفية؟ لعلك فَعلت، فإن هذا السؤال قد أثار حيرة الكثيرين قبلك، مما دفع العُلماء للحركة من أجل البحث عن جوابٍ شافٍ حتى توصلوا إلى الإجابةِ أخيرًا؛ لقد أثبتت التجارب أن طبيعة استقرارنا العاطفي وأشكال أنماطنا في الحُبّ عِند البلوغ تُحددها السنوات الأولى من طفولتنا بنسبةٍ كبيرة.
فإن كُنت مُتسائِلًا عن طبيعة نمطك العاطِفي لتتمكن بشكل أكبر من إدراة علاقتك بشريك حياتك على المدى الطويل، فها أنا أهَنئك، لقد نجحت في اختيار الكتاب المُناسِب لذلك تمامًا، أحضر فِنجان قهوتك وتعال لنبدأ.
مؤلف كتاب علاقات بنكهة القهوة
شيريهان عصام الدين: كاتِبَةٌ مصرية وباحِثة في مجال العلاقات الزوجية، حصلت على العديد من الشهادات في هذا المجال من الاتحاد الدولي لـ الكوتشينج (ICF). وقد ظهرت مرات عديدة على القنوات الفضائية، وكتبت عنها مجموعة من الصُحُف كونها من الشخصيات الأكثر تأثيرًا.
ومن أعمالها الأخرى:
طفرة.
الممنوع من العرض.