تعلُّقٌ أم حُبّ؟
تعلُّقٌ أم حُبّ؟
ما هو الحُبَّ؟ قد يبدو السؤال “كليشيهيًّا” للغاية، فلكل مِنّا توصيفه المُختلف تجاه الحُب، أهو مشاعِر وأقوال؟ أم أفعال؟ أم هروب من الوحدة؟ أم خدعة لأجل حماية الجنس البشري من الفناء؟
يقول “أفلاطون”: إننا نُحِب لنُصبح مُكتملين، فمن أين أتى اختلاط الحُب بالتعلَّق؟
إن الحُب الطويل الأمد لا إرهاق فيه، يُبقي الحياة من حولك متوازنة دون خلل، يَشغلك بإجابة سؤال: “كيف نسعد معًا؟”. أما التعلُّق فيجعلك مُنشغلًا بانتظار إجابة سؤال: “كيف سيُسعدك الآخر؟”، وسريعًا ما يزول لكثرة خسائره، وفيه يختل توازن أرضك التي تقف عليها لأنك جعلت الآخر فيه محور الحياة، ولا شيء سواه.
قد يتفاقم هذا التعلُّق حتى يُصبح “تعلُّقًا مرضيًا”، وغالبًا ما ينشأ نتيجة لوجود فجوة كبيرة يُحاول الإنسان ملأها بعوامل خارجية، ولا يُشترط أن يكون التعلُّق بشخص، فقد يكون تعلُّقًا بالأشياء، أو بالمشاعر، أو بالسلوك، وغالبًا ما يكون عَرض التعلُّق هو: “الإدمان”، ومن الضروري هُنا أن ننوه إلى أن الإنسان بطبيعته مفطور على التعلُّق، وجميعنا نتعلّق بنسب مُتفاوتة، لكنها لا ترقى عند البعض للوصول إلى مرحلة الإدمان.
ولكي تُفرق بين الاهتمام بالأشياء، وبين إدمانها، فعليك بتقييم هذه الأشياء عن طريق هذه الأسئلة:
ما الحيز الذي تأخذه من اهتمامك؟
هل تُسبب لك الخسائر في جوانب أخرى من حياتك لشّدة تعلُّقك بها؟
هل تدور حياتك حولها لدرجة الانهيار في حالة تخليك عنها؟
ثم بناءً على الإجابات، إن رأيت تلك الحالة من التعلُّق المرضي تلوح في الأفق، فعليك بزيارة مُتخصص مناسب حسب نوع التعلُّق والإدمان.
الفكرة من كتاب علاقات بنكهة القهوة
هل تساءلت يومًا لماذا يبدو البَعض أكثر استقرارًا من غيرهم من الناس في علاقاتهم العاطفية؟ لعلك فَعلت، فإن هذا السؤال قد أثار حيرة الكثيرين قبلك، مما دفع العُلماء للحركة من أجل البحث عن جوابٍ شافٍ حتى توصلوا إلى الإجابةِ أخيرًا؛ لقد أثبتت التجارب أن طبيعة استقرارنا العاطفي وأشكال أنماطنا في الحُبّ عِند البلوغ تُحددها السنوات الأولى من طفولتنا بنسبةٍ كبيرة.
فإن كُنت مُتسائِلًا عن طبيعة نمطك العاطِفي لتتمكن بشكل أكبر من إدراة علاقتك بشريك حياتك على المدى الطويل، فها أنا أهَنئك، لقد نجحت في اختيار الكتاب المُناسِب لذلك تمامًا، أحضر فِنجان قهوتك وتعال لنبدأ.
مؤلف كتاب علاقات بنكهة القهوة
شيريهان عصام الدين: كاتِبَةٌ مصرية وباحِثة في مجال العلاقات الزوجية، حصلت على العديد من الشهادات في هذا المجال من الاتحاد الدولي لـ الكوتشينج (ICF). وقد ظهرت مرات عديدة على القنوات الفضائية، وكتبت عنها مجموعة من الصُحُف كونها من الشخصيات الأكثر تأثيرًا.
ومن أعمالها الأخرى:
طفرة.
الممنوع من العرض.