صفات الشخص المهتم بشؤون الغير
صفات الشخص المهتم بشؤون الغير
لا شك أن الوعي دائمًا يكون هو الخطوة الأولى نحو التغيير من أنفسنا، ولهذا فنحن نفصّل ونقول إن هذا الاهتمام له الكثير من الصفات، إذ يعتمد على حالة الشخص الآخر، سواء مزاجه أو سلوكه أو حال مرضه أو صحته أو حبه، وهو اعتمادٌ عكسي، فقد نظن فيهم القدرة على الاعتماد عليهم، إلا أنهم في الحقيقة لا يعتمدون إلا على الغير، إنهم ضعفاء يرتدون ثوب القوة، مسيطَر عليهم ويظنون أنهم هم المسيطرون على غيرهم!
ويعتقد المهتمون بشؤون الغير اهتمامًا مرضيًّا بفرض رعايتهم ومسؤوليتهم تجاه كل شخصٍ يعاني من مشكلة، ويكون الشعور بالأمان عندهم مرتبطًا بالعطاء، فإذا ما شعروا بأن ما يقدمونه غير كافٍ، يتمكن منهم الشعور بالذنب والتقصير، كما أن ثقتهم بأنفسهم تكون دائمًا في مهب الريح، ما يجعلهم بدورهم يبحثون عمن يكونون تابعًا له، وترتبط جُلّ مشاعرهم وأفكارهم بما يقرره الآخرون عنهم ولهم، كما يميلون دائمًا إلى إنكار أي مشكلات تحدث وتجاهلها، فضلًا عن مشاعر الوسواس والقلق والكبت والغضب التي تصبح جزءًا منهم، ما يفقدهم القدرة على التواصل الفعّال بمن حولهم، وبالطبع لا يوجد شخصٌ واحد يجمع كل هذه الصفات، فكل منِّا يختلف عن غيره في تعاملاته وسلوكياته التي تصدر منه.
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.