عن مفهوم “الانشغال المرضي بشؤون الغير”
عن مفهوم “الانشغال المرضي بشؤون الغير”
ظهر هذا المصطلح في أواخر السبيعينيات، ولم يُعرف من قام باكتشافه ووضعه على وجه التحديد، وقد اختلف مفهومه أو معناه من شخصٍ إلى آخر، ومن متخصصٍ إلى غير متخصصٍ؛ حتى استقرت الكاتبة في نهاية أمرها أن تعرّفه بـ “أن يسمح شخص ما أن تسيطر عليه سلوكيات شخصٍ آخر، مما يجعله يدور حول نفسه محاولًا السيطرة على سلوكيات الشخص ذاته”.
واختلف المتخصصون حول نقطة هل هذا الاهتمام بالآخرين يعد مرضًا بالفعل أم لا؟ فبعضهم قال إنه لا يعد مرضًا، وإنما هو ناتج رد فعلٍ عاديّ تجاه أشخاصٍ غير عاديين، ويعتقد غيرهم بأنه مرضٌ عضال يقوى ويشتدّ مع مرور الوقت، خصوصًا إذا كانت المشكلة التي يتعرض لها الشخص الذي نهتم به كبيرةً ومعقدة في حلّها، فإن تفاعلنا معها وتأثيرها في أنفسنا بالطبع سيحمل لنا الكثير من التوتر والقلق، ومع اعتبار أن هذا الاهتمام لا يعد مرضًا، إلا أن له القدرة على جعلك تصاب بالمرض، وبغض النظر عن ذلك، فكوننا نريد أن نعيش بصحبة أشخاصٍ أصحاء وطبيعيين على الدوام ليس شيئًا سهلًا ومتاحًا، الصعب حقًّا أن نضطر للعيش مع أشخاصٍ مرضى أو مدمنين أو مضطربين نفسيًّا.
على أي حالٍ.. فالكثير منِّا لا يكفون عن محاولة التأقلم مع ظروفهم الصعبة، غير أنه قد لا تصبح محاولة التأقلم هذه ذات فائدةٍ تذكر؛ وذلك عندما نتغافل تمامًا عن احتياجتنا نحن في سبيل الاهتمام بالآخرين، فإنَّ ذلك من شأنه أن يدمرنا ويؤلمنا أشد الألم.
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.