فقد عزيز
فقد عزيز
تختل الأسرة وتفقد توازنها بفقدان أحد الأبوين أو الإخوة أو أحد أفرادها المقربين، فحتى مع علم أغلبنا بالعقل أن والديه سيرحلان حتمًا، وغالبًا قبل أن يرحل هو عن الحياة، فإن بفقدانهما يفقد الواحد منِّا أطول علاقة له بأحدٍ من البشر عمومًا، ولا يكون مستعدًّا لذلك مهما توقع، كما أن للإخوة وأفراد الأسرة مكانة خاصة في النفس لا يعوضها أحد من العامة مهما حصل، ومهما كان بين الشخص ومن يقربه من خلافات ومناوشات على مدار سنوات العمر التي قضوها معًا، فالذكريات الحسنة تغلب، وفطرتهم المحِبة تدفعهم دائمًا إلى بقاء التواصل والود بينهم.
فأشعره بتقديرك لفقده ولا تستهن به، ولا تكثر عليه المواعظ والجمل المحفوظة التي تظن أنها ستخفف ألمه وهي لا تزيد الأمر إلا سوءًا، دعه يتحدث معك عن فقده دون أن تنتظر منه أن يتجمل في الحديث أو يداري ما به من خوفٍ وتوترٍ كي لا يزعجك، لا تخبره بأنه يجب عليه أن يكون سعيدًا بفقدانه لأمه، لأن أباه ما يزال حيًّا، أو بوجود إخوة آخرين له سيعوضونه عن أخيه الذي فقده.
لا شيء قادرٌ على أن يعوض الإنسان عمّا فقده، وإن كان فقدانه لحيوانٍ أليفٍ أحبّه، أو بيتٍ أو شيء غالٍ على نفسه امتلكه وصار جزءًا منه.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.