من مدير إلى قائد
من مدير إلى قائد
باتباع النصائح السابقة يمكنك أن تتحول بسلاسة من موظف إلى مدير ناجح، قد تظن حينها أنك أصبحت قائدًا، لكن ثمة فوارق عدة بين المدير والقائد، فالقائد يصنع رؤية للفريق، أي تطلعات للمستقبل، وأسلوبًا لسير العمل وأهدافًا بعيدة المدى، ويسعى إلى التغيير المستمر لمواكبة التغييرات في السوق، ويطور أسلوبه وفكره الخاص في الإدارة، أي يتعلم كل يوم حتى لا يتأخر، واستعداده لتجربة أشياء جديدة يجعله مُستعدًّا نفسيًّا لتحمل المخاطر، بينما المدير يصنع أهدافًا قصيرة المدى، ويسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن لتجنب المخاطر، ويسير على خطى السابقين، لذا لا يجد داعيًا إلى التعلم ويكتفي بمهاراته الحالية.
تختلف أيضًا طبيعة علاقات القائد عن طبيعة علاقات المدير، لأن القائد دائمًا ما يصب تركيزه على تطوير علاقاته مع المؤثرين لمساعدته على تحقيق رؤيته البعيدة المدى، لكن المدير يصب تركيزه على تحقيق الأهداف القصيرة المدى ويكتفي بالعلاقات الواجب معرفتها لتحقيق الأهداف، كما أن القائد يشجع المرؤوسين على البحث عن المشكلات والتعامل معها لتطوير مهاراتهم، بينما المدير يكتفي بالتوجيه لإنجاز المهام، لذا يشعر الموظفون بالانتماء تجاه القائد بسبب سعيه إلى التعلم وتشجيعه لهم أيضًا على التعلم، لكن المدير لا أتباع له، فهم يتوددون إليه فقط للحفاظ على وظائفهم وللحصول على ترقية.
بسبب هذه الفوارق، أكد موقع “Go2HR” المتخصص أن أي رائد أعمال أو مدير في إحدى الشركات يحتاج إلى أن يكون قائدًا ناجحًا ومديرًا قويًّا في الوقت نفسه، ويُمكن الدمج الناجح بين صفات المدير والقائد عبر تقديم مصلحة الموظفين والمنظمة على المصالح الشخصية، وتجنب التشدد في الرأي، لأن التشدد في الرأي نابع من الشعور بالنقص، ويقف حائلًا أمام الابتكار، كما يفضل الابتعاد عن المدح الزائف للرؤساء أو تصحيح الأفكار الخاطئة لرئيس العمل دون تحدٍّ، بالإضافة إلى محاولة مواصلة التعلم لمواكبة التغييرات وعدم الاستسلام أمام الظروف الصعبة.
الفكرة من كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
في إحدي شركات الاستثمار العقاري مُحاسب يُدعى سامح، وهو موظف مثالي يؤدي مهامه بكفاءة عالية، ويشهد له زملاؤه بحُسن تعامله، كما يشهد له مديره باجتهاده وانتظامه في العمل، لذلك رُشِّح لمنصب مدير، زُفَّ إليه هذا النبأ لكن الجميع صُدِمَ عندما طلب مُهلة للتفكير!
هم لا يُدركون كمَّ التساؤلات التي تدور في ذهنه الآن، فهل لأنه موظف مثالي سوف يُصبح حتمًا مديرًا مثاليًّا؟ وهل سوف يُصبح ذلك القائد المغوار صاحب النظرة البعيدة المدى؟ أم سوف يكتفى بالسعي إلى الأهداف المطلوبة لتجنب المخاطر؟ وماذا عن مهاراته وخبراته في الوقت الحالي؟ هل ستُعينه على تأدية مهامه الجديدة والتعامل مع الفريق الحالي؟
لا بد أن كل فرد مُقبل على الإدارة مثل سامح فكّر في هذه الأسئلة، لكن لا مزيد من التفكير، لأن هذه الأسئلة أُجيبَ عنها في هذا الكتاب، فمن خلاله سوف نعرف مهارات الإدارة وكيفية اكتسابها وتطبيقها بكفاءة عالية.
مؤلف كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام ١٩٩٩ من جامعة المنصورة، وعلى درجة ماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار، قد أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٢ التي كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٧، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، أطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.