هل تضع الحبوب المنومة حدًّا للأرق؟
هل تضع الحبوب المنومة حدًّا للأرق؟
فيما مضى كانت الحبوب المنومة أكثر الأدوية انتشارًا في العالم، أما الآن فتُوصف بحذر أكثر، لكن مع الأسف تُوصف لفترات أطول من اللازم، على الرغم من عدم تأثيرها للفترة التي يعتقدها البعض، فالأدوية القديمة جدًّا مثل الباربيتورات لم تكن تعمل لفترة تزيد على أسبوع أو اثنين، والأدوية الأحدث قد تعمل لمدة أشهر، لكن ليس لمدة عقود كما يستخدمها البعض، وهذا يُذكرنا بأن الأرق عرض ينتهي بالقضاء على المشكلة الطبية أو السلوكية المُسببة له، لكن الحبوب المنومة قد تؤخر هذه المُعالجة، وإذا اعتاد جسمك هذه الحبوب ثم امتنعت عنها، سيُصبح أرقك أسوأ مما كنت عليه قبل تناول الحبوب، وتسمى هذه الحالة بالأرق المرتد، الذي يجعلك في حالة تعوّد الحبوب المنومة، على الرغم من كونها لم تعد تؤثر في نومك، لكنك تشعر دائمًا أنك بحاجة إلى المساعدة، وهذا يوضح تعود الكثيرين هذه الحبوب، وبعد ليلة نوم بالحبوب المنومة يُصاب الكثيرون بتغيرات في المزاج، فيُستثار غضبهم بسهولة، كما يتباطأ زمن رد الفعل، وزمن التفكير، وهذا يجعل أداءك لأي عمل أسوأ، وبالطبع إذا كنت تقود سيارة، أو تعمل بآلة فأنت في خطر، وإذا كنتِ حاملًا وتناولت هذه الحبوب في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، سيؤدي ذلك إلى تشوهات في الجنين، وإذا كنتِ مُرضعة، فهذه الحبوب ستنتقل إلى جنينك بواسطة حليبك، وإذا كنت تتناول أدوية أخرى بالإضافة إلى الحبوب المنومة، فقد يتداخلان معًا ويؤديان إلى كارثة صحية، ولذا يجب عليك دائمًا أن تخبر طبيبك عن الأدوية التي تأخذها.
وبعد أن اطلعت على ذلك كله، وأردت أن تتوقف عن تعاطي الحبوب المنومة، فعليك بمناقشة الأمر أولًا مع طبيبك، ثم خفف الجرعة بالتدريج، واختر وقتًا محددًا للانقطاع، وأعط لنفسك أربعة أسابيع على الأقل لتكملة الانقطاع، ولا تعد أبدًا إلى الجرعات الكبيرة مهما كلفك الأمر، وتدرّب على طرق الاسترخاء لمساعدتك على تجاوز ذلك، واستعن ببعض الأنشطة كالقراءة والرياضة في الليالي التي لن تتمكن فيها من النوم، وبالتأكيد النوم الطبيعي هو الأفضل، لكن قد تأتي أوقات تكون فيها في حاجة ماسة إلى الحبوب المنومة، كوقت الحزن، أو بعد عملية جراحية، وحينئذ خذ عهدًا ألا تأخذ أكثر من الموصوف لك، حتى لا تضطر إلى سداد دين النوم.
الفكرة من كتاب لا أرق بعد اليوم
يُعتبر النوم غير المريح عَرَضًا وليس مرضًا، يُعاني الكثيرون منه، ففي الولايات المتحدة هناك ما يُقرب من 100 مليون شخص يعانون من النوم غير المريح، لذا فالنوم غير المريح ليس بكارثة حلت على حياتك، ولا بالشيء الذي يُشعرك بالخجل، وليس مؤشرًا على أنك فاشل.
لكن إذا كنت تُعاني من الأرق، واستطعت التوصل إلى السبب وراءه، ثم اتخذت التصرف المناسب لإزالة هذا السبب، فستنتهي مشكلتك هذه، وتنعم بنوم طبيعي.
مؤلف كتاب لا أرق بعد اليوم
بيتر هاوري: من أكثر المتخصصين خبرة في العالم في علاج الأرق، ومدير برنامج علاج الأرق في مستشفى مايو، ومدير مشارك لمركز اضطرابات النوم في المستشفى ذاتها. ومن أعماله: Sold Short وThe sleep disorders.
شيربي لايند: مؤلفة ومشاركة في تأليف ثلاثين كتابًا من أكثر الكتب بيعًا، كما نالت جائزة “الخدمات المميزة” من هيئة مؤلفي كتب الطب الأمريكية. ومن أعمالها: Sold Short وNo more snoring.
موري جارمن: رئيس “آر إم بي” التي طورت مؤقت النوم.
معلومات عن المترجمة:
هالة النابلسي: كرست 31 عامًا من عمرها لترجمة الأعمال الشعرية لشاعر فرنسا والبشرية الفذ آرثور رامبو، وترجمت ٢٤ كتابًا للأطفال، كما ترجمت العديد من الكتب.
منها:
كيف تبدأ حديثك مع الآخرين وتكسب أصدقاء؟
قواعد الجنرال باتون.
المزعجون من الناس.
ذاكرة دمشق.