عوامل مساعدة على التربية
عوامل مساعدة على التربية
إن الرؤية الإسلامية ترى الطفل حسن الفطرة ولديه استعداد للتربية، وهو يقبل التغيير طيلة حياته، والتربية بدورها تحلُّ المشكلات وترقى بالإنسان، ومما يدل على ذلك أن الإنسان بفطرته يحمل بداخله خاصية الانسجام والتلاؤم مع بيئته وظروف الدين والمناخ والمجتمع، وهو كذلك يميل إلى الأنس والألفة لمواصلة حياته، وهذا مما يفيد المربي، فإذا كان المسؤول عن الطفل ذكيًّا سوف يستفيد من قدرات الطفل وقبوله للتربية لكي يوجِّهه ويرشده إلى معالي الأخلاق، أي إن قابلية التربية عنصر مشجع للمربي.
والعوامل المساعدة على التربية كثيرة منها صفة البحث، فالإنسان بطبيعته يحب أن يبحث ويكتشف ويطَّلع على الأسرار ويلاحظ ما حوله بكل حواسه، وكذلك عامل التعقُّل، فالإنسان كائن ذو عقل، ولديه وعي عملي يعرف به الخير والشر والعقل هو مرشده ومصباحه، وكذلك عامل التقليد، فالإنسان مقلِّد لغيره ويرى سلوك الآخرين ويميل غريزيًّا إلى العمل بالصورة التي يرغب بها الآخرون، لكي يظهر ذاته، وكذلك فإن الإنسان لديه بعد نظر، فهو يفكِّر بمستقبله ولا يقتصر على التفكير في وضعه الحالي فقط، كما أن الإنسان بطبيعته يوجد بداخله عامل الاستفسار واكتشاف المجهول، ولديه حساسية وتأثر يساعدانه على التحرك والبناء والحذر.
ودور المربي هو تمهيد الطريق الصحيح للطفل والسيطرة على طرق الانحراف والسقوط، والأب والأم على وجه الخصوص مكلَّفان بمسؤولية السعي وتوفير الاحتياجات اللازمة لأبنائهما، فالطفل يحتاج إلى القبول والاحترام والتسمية الجميلة والتغذية والتعليم والرعاية وتوفير الأمن وتأمين الاحتياجات، فعلى الوالدين أداء واجبهما، وعدم التهاون في تربية الأبناء.
الفكرة من كتاب أسس التربية
التربية هي أداة لتوجيه الإنسان ومساعدته لإصلاح حياته، كي يتعايش ويندمج بالشكل السليم مع المجتمع، وهي مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والحضارة وغيرها، والآن.. للأسف فقدنا مقوِّمات التربية الصحيحة بعض الشيء، فكيف السبيل لإدراك هذا التقصير؟ هذا ما سيتضح لنا في الكتاب.
مؤلف كتاب أسس التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “الوسواس والهواجس النفسيَّة”، و”دُنيا الفتيات المراهقات“، و”تربية الطفل.. دينيًّا وأخلاقيًّا”.