درجات الفتور
درجات الفتور
سنة الله في الكون هي التدرُّج، ولا يوجد طبع ولا سلوك إلا وله درجات، ووصف الإمام ابن القيم (رضي الله عنه) هذا التدرُّج في الفتور قائلًا: إن كل مُجدٍّ في طلب شيء، لا بد أن يعترضه بعض الفتور، ثم ينهض مجددًا إلى طلبه، وهناك خمس درجات للفتور، أولاها فتور المجتهد؛ وهو فتور لا يذم صاحبه، إذ يكون صاحبه اجتهد في موسم طاعة، فانطلق مهرولًا إلى ربه، صابرًا على ألمه، فلما انقضى الموسم أصيب بالفتور، فيستريح من جدِّه؛ استعدادًا للانطلاق من جديد، وثانيتها الفتور النفسي؛ وهو أولى درجات الفتور غير المحمود، وفيه لا يجد من أصيب به نشاطًا وقدرةً على تحسين العبادات التي ألزم نفسه بها، ولا يسلم أحد من هذه الدرجة مهما بلغ من النشاط، وثالثتها الفتور المعطل؛ ويُصاب فيه العبد بالكسل الذي يدفعه إلى ترك العمل الزائد عن الحد الواجب، فيتعطَّل قلبه وبدنه عن فعل الخيرات، والتقدُّم في طريق الله، ورابعتها الفتور المهلك؛ وفيه يُسلَب العبد قوة إيمانه
فلا يجد أي قوة لفعل الخير، وبنفس الوقت يتجرأ على فعل المعاصي، فيخرج بفتور قلبه من طريق الخير إلى طريق الشر والعياذ بالله، وخامستها، الفتور القاتل: وهي الدرجة الأخيرة التي يحتضر فيها القلب حتى يموت، ويذهب فيها نور قلبه، ولا يرى إلا هوى نفسه، وقد قال الله (ﷻ): ﴿أَفَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍۢ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِۦ وَقَلْبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنۢ بَعْدِ ٱللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾، ورحمة الله تشمل كل حي، وكل درجة من الدرجات السابقة درجات من المرض قد تسوء فتقترب مما بعدها، أو تتحسَّن فتقترب مما قبلها، وربما تتساءل: من أين يأتي الفتور؟ ولذا يجب أن تعلم أن هذه الدنيا تسير وفق قوانين وسنن وضعها الله (ﷻ) وكل حادث له سبب، وليس على الإنسان إلا الأخذ بالأسباب.
الفكرة من كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
هل سبق أن شعرت أن قلبك مُثقل بالهموم، ويعاني الفتور، لدرجة اعتقادك بأنه هَرِم، وأصبح عجوزًا من كثرتها؟ وهل تساءلت ما الذي أصابك؟ فقد كنت سابقًا جذوة مشتعلة من الحماس في بداية توبتك، وفرحتك بلذة الطاعات، ولكنك ها أنت الآن أصبحت شعلة خامدة، تخطو خطوات ضعيفة، تشعر بالتقدُّم في العمر، وأنت في أوج شبابك.
كثيرٌ منا يمرون بهذه المرحلة التي تدعى الفتور، فبعد أن كنت سبَّاقًا في فعل الخيرات، تجد نفسك قد وهنت وتكاسلت، وربما حتى قد تكون لا تعرف ماذا حلَّ بك، وكيف تعالج الأمر؟ ولذا شدَّ الحزام، واستعد للانطلاق في هذه الرحلة داخل طيات الكتاب، وبنهاية رحلتك ستجد الترياق لمواجهة ذلك الفتور، كما سيشرح لك الكتاب معنى الفتور، وأسبابه، وكيف تتخلَّص منه، لتعود شعلة من النشاط.
مؤلف كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
محمد الغليظ: شيخ مصري من مواليد محافظة الإسكندرية، تخرج في كلية الصيدلة، وهو من الشخصيات النشطة المنتشرة على اليوتيوب، وينشر باستمرار العديد من الفيديوهات الدينية على مواقع التواصل، يقدم فيها نصائح دينية للشباب؛ يدعوهم من خلالها للتمسُّك بالدين الإسلامي، والاسترشاد به.
ومن أبرز أعماله:
هرم بـلا قـمـة.
سـلِّم نفســك.
لا تندهش.