العقيد و المجاهد
العقيد و المجاهد
من الشخصيات العربية التي كان الكاتب يتطلع للقائها ومحاورتها هو العقيد القذافي. كان أعداء القذافي يتحدثون عن كونه صبيًّا، مجنونًا، مراهقًا، وكافرًا أو ملحدًا وأنه هو عقدة ليبيا. والواقع أن شخصيته لا تعرف الاعتدال فهو إما في حالة عشق عنيف وإما كره صاخب، لا يعترف إلا بنوعين من أنواع التعامل الدولي: الوحدة الفورية الاندماجية أو الحرب المسلحة.
في عام 1980م، زار الملك فهد ووفد من المملكة الجماهيرية الليبية، وخلال العشاء كانت المرة الأولى التي يستمع فيها الكاتب إلى العقيد يلقى خطابًا، فوجده يتحدث مرتجلًا وينتقل من نقطة إلى الأخرى بتسلسل منطقي واضح، ويتكلم بهدوء دون انفعال على الرغم من عنف مضمون خطابه. أيقن غازي القصيبي كذلك، أن المفتاح السري لشخصية القذافي هو طموحه، فهو يصادق ويتحد وينفصل ويتناقض مع نفسه بدافع من طموحه.
أما عن الشخصية الأخرى التي كان يتطلع الكاتب لمقابلتها هو المجاهد الأكبر، الرئيس الحبيب بورقيبة. كان بورقيبة عندما التقاه غازي القصيبي في 1982م، قد جاوز الثمانين من عمره حينها. كان معارضو بورقيبة يتهمونه بالخيانة ولكن الأحداث أثبتت أنه أكثر وطنية من أكثر المزايدين عليه، وكان يتمتع بميزتين يندر اجتماعهما في أي زعيم وبخاصة الزعماء العرب وهما : النزاهة المطلقة والصراحة الجارحة المطلقة.
شعر الكاتب بالكثير من الشفقة على المجاهد بورقيبة لأن مواجهة الشيخوخة بذاتها أمر عسير، ومواجهات من الرئاسة أشد عسرًا، بينما مواجهتها مع الإصرار أن كل شيء على ما يرام أمر مؤلم ومحرج.
الفكرة من كتاب الوزير المرافق
خلال عمله في وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، كُلف غازي القصيبي بالعديد من مهام مرافقة الملك أو ولي العهد في زيارات رسمية، أو مرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة أو حضور المؤتمرات المختلفة بين الحين والآخر، وتسمى هذه المهام بمهام “الوزير المرافق”.
في هذا الكتاب يشارك الكاتب انطباعاته الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين قابلهم وشاهدهم عن قرب خلال مهامه بصفته وزيرًا مرافقًا. وقد حرص الكاتب على أن تكون هذه الانطباعات كما دونها أول مرة دون أن يعدل عليها أو يصحح ما جاء فيها في ضوء التطورات اللاحقة.
مؤلف كتاب الوزير المرافق
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، “كتاب حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.