المستشارين الألمانيين
المستشارين الألمانيين
قابل غازي القصيبي المستشار “هيلموث شميدث” أكثر من مرة، خلال مرافقته للملك خالد والأمير فهد في زياراتهما إلى ألمانيا وخلال زيارات شميدث للمملكة. على عكس ما يلقبه الألمان “باللسان” لما عهد عنه من صراحة جارحة قد تصل إلى الوقاحة لم ير الكاتب شميدث يخرج عن حدود الأدب واللباقة في أي مرة، ولكنه كذلك لم يجده حاد الذكاء كما يشاع عنه. مع ذلك، فقد أرجع الكاتب ذلك ربما إلى كونه بارعًا في التعامل مع الإعلام لصراحته وتجنبه استخدام الكلمات الفضفاضة التي تعني كل شيء ولا شيء.
في ما بعد في عام 1982، انفرط تحالف الحزب الاشتراكي وحزب الأحرار وبذلك سقطت الحكومة والمستشار “هيلموث شميدث”، وعلى أنقاض هذا التحالف قام تحالف جديد بين الحزب المسيحي الديموقراطي وحزب الأحرار وأصبح به “هيلموث كول” مستشارًا لألمانيا الغربية.
كان كول يبدو أقرب إلى المزارعين منه إلى رجال الدولة، أسلوبه شعبي بسيط وكان البعض يرى بأنه قضى حياته السياسية بأكملها منهمكًا في الأنشطة الحزبية الداخلية، فالعالم الخارجي ومشكلاته يعدان عالمًا جديدًا بالنسبة إليه، ولكن الكاتب كان يرى أنه شديد الذكاء وليس ضعيفًا أو عاجزًا عن اتخاذ القرار ولا جاهلًا بالعلاقات الدولية جهلًا مطلقًا كما يقال عنه.
الفكرة من كتاب الوزير المرافق
خلال عمله في وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، كُلف غازي القصيبي بالعديد من مهام مرافقة الملك أو ولي العهد في زيارات رسمية، أو مرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة أو حضور المؤتمرات المختلفة بين الحين والآخر، وتسمى هذه المهام بمهام “الوزير المرافق”.
في هذا الكتاب يشارك الكاتب انطباعاته الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين قابلهم وشاهدهم عن قرب خلال مهامه بصفته وزيرًا مرافقًا. وقد حرص الكاتب على أن تكون هذه الانطباعات كما دونها أول مرة دون أن يعدل عليها أو يصحح ما جاء فيها في ضوء التطورات اللاحقة.
مؤلف كتاب الوزير المرافق
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، “كتاب حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.