معوِّقات الحوار
معوِّقات الحوار
مما لا شك فيه أن كل الأعمال في الحياة لها معوِّقات تعرقل جريانها، والحوار من المهارات التي لها معوِّقات وصعوبات أيضًا، لكن ليس من المستحيل التغلُّب على تلك المعوِّقات بل على النقيض، من اليسير القضاء عليها لو عرفنا أنها مجرد أمور عارضة، وهي تنقسم إلى قسمين: أولًا معوِّقات شخصية وهي تصرُّفات تصدر من أحد أطراف الحوار تؤدِّي إلى إفقاد الحوار قيمته وهدفه المنشود، ومن هذه التصرُّفات: أولًا الجهل بآداب الحوار وأسسه، وفراغ الإنسان من العلم والمعرفة، وثانيًا عدم تطبيق أصول الحوار على الرغم من معرفتها، وثالثًا الخوف سواء كان حقيقيًّا أم غير حقيقي مثل الخجل والقلق غير المبرَّر، ورابعًا الثرثرة، من الجانب الفسيولوجي هي مرض عقلي، لذا تجد الثرثار يتكلَّم كثيرًا بلا داعٍ أو هدف من وراء الحوار، بل قد ينشئ حوارًا بغرض إظهار نفسه أو الحكم على الغير أو فرض نفسه على غيره، كما أنه غير محدد ويتنقل بين الموضوعات بكثرة، لذا لو وجد المحاور نفسه في حوار مع الثرثار فليقتصر في حديثه على المفيد، ويجتهد قدر المستطاع في تحديد موضوع واحد للمناقشة أو إيقافه نهائيًّا، وليعلم المحاور أن الثرثار حبيس لسانه وكثير الخطأ.
وخامسًا الإطناب في الكلام، أي الاهتمام بمظهر الكلام والصياغة اللفظية أكثر من فكرة الحوار والمعنى، وسادسًا عدم الدخول في صُلب الموضوع ومغزاه، بل اللف والدوران حول ما يريده المحاور من الحديث، وسابعًا الغموض والإبهام وعدم وضوح غرض الحديث، وثامنًا عدم استخدام الأدلة والبراهين التي تقوِّي من حديثك وحُجَّتك على الآخر، وتاسعًا التضبيب أي إخفاء الحقيقة عن الطرف الآخر والكذب، وعاشرًا عدم السيطرة على الغضب والانفعال الشديد، وأخيرًا التعصُّب الشديد والعنصرية، كل هذه معوِّقات في شخصية المحاور يجب الاجتهاد في التخلُّص منها، أما القسم الثاني فهي المعوِّقات الموضوعية، وهي معوِّقات لا تتعلَّق بأطراف الحديث، بل بالمحيط والجو العام للحوار، ومنها: الضوضاء والتشويش وهو تدخُّل سلبي خارجي يعوق الحوار، واختلاف الأجيال واختلاف المستويات الثقافية بينهم، وتباين المفاهيم أي اختلاف أفكارهم أو مستوى معرفتهم.
الفكرة من كتاب مهارات الحوار الفعالة مع الآخرين (أسس واستراتيجيات)
يبحث الإنسان منذ بداية خلقه عن لغة تواصل بينه وبين الآخرين، كي يكوِّن شبكة علاقات مجتمعية تفاعلية، واللغة هي أولى خطوات الحوار الفعال، فالإنسان بفطرته يحب الحوار مع غيره، وقد يكون هذا الحوار بين شخصين أو نقاشًا مفتوحًا بين مجموعة، وللحوار أهداف منها، أنه يحدث بهدف الوصول إلى الحقيقة أو التفاهم أو لنقل المعلومات، لذا فهو مهارة مهمة في حياة الفرد والمجتمع، لكن لكي يحصل الفرد على حوار فعَّال فإنه يحتاج إلى مهارات يكتسبها مع التدريب والتعلُّم، وفي كتابنا هذا تعرض الكاتبة بعض الاستراتيجيات والأسس لكي يكتسب الإنسان مهارات التواصل الفعالة.
مؤلف كتاب مهارات الحوار الفعالة مع الآخرين (أسس واستراتيجيات)
رنا أحمد جمال: كاتبة، لها عدد من المؤلفات في موضوعات مختلفة، ومن هذه المؤلفات:
من تراثنا الشعبي الفلسطيني؛ من التراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني.
ظاهرة أطفال الشوارع؛ الأسباب – العلاج.
قف من جديد.. ولا تنظر للوراء.