آداب الحوار
آداب الحوار
وللحوار آداب عامة كي يجيد المحاور تنظيم حواره أو كما قال الجاحظ “صناعة الكلام البديع”، ومن هذه الآداب العامة: الالتزام بالقول الحسن، وعدم تحدي الآخر في الحوار، كما قال الله (عز وجل) عن ذلك: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، وليبتعد المحاور عن السخرية والطعن في الحديث، وعدم الاحتقار أو استخدام ألفاظ سيئة، ومعرفة جميع الأطراف بموضوع الحوار، والعلم بمجالات الحديث، ولو وقع خطأ في الكلام يعترفون به ويرجعون إلى الحق، لأن الإنسان غير معصوم من الخطأ، ويكون هناك دافع وراء الحوار، ألا وهو إقرار الحق والحقيقة، وعدم الغضب، والمرونة في الحوار، ورجاحة القول، والقدرة على التعبير، وكبت النفس عن الجِدال، والإنصات كي يستفيد الجميع من الحديث، لأن الإنصات أو الإصغاء مهارة وجودها مهم، وهي ركيزة أساسية لنجاح الحوار والوصول إلى تفاهم أكبر بين الأطراف، والاحترام المتبادل بين كل الأطراف، والاعتراف بمنزلة الحضور وتقديرهم، ويُفضِّل أهل العلم أن يكون الحوار به عدد محدود من الأطراف، فذلك مانع للرياء وأفضل للفهم والفكر.
كما تنقسم آداب الحوار إلى أنواع: نفسية، وعلمية، ولفظية، فالآداب النفسية تتضمَّن التالي: الإخلاص وصدق النية، والإنصاف، والتواضع وحُسن الخُلق، والصبر على المحاور، والرحمة، والاحترام، وحُسن الاستماع، وتهيئة الجو المناسب للحوار، أي البعد عن الضوضاء، وإتاحة الزمن الكافي للحوار، ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية للطرف الآخر من الحوار، والتعارف بين الطرفين، وطرح أسئلة في موضوع الحوار، وتقديم الحوار بكلمات مناسبة لطيفة للطرف الآخر، أما العلمية فهي التدرُّج والبدء بالأهم، والعلم، وتحديد النقاط المشتركة بين الطرفين في الحوار، وصحة الدليل على ما يُنقَل وإثباته، وضرب الأمثلة، والرجوع إلى الحق والاعتراف بالخطأ، وإقامة الحُجَّة على الخصم والإفحام أحيانًا، وأخيرًا اللفظية وهي: القول الحسن والكلمة الطيبة، والتلميح والتعريض بالكلام أحيانًا، وأحيانًا يحتاج المحاور إلى الثناء على نفسه بالحق أو على خصمه، والحذر من الكذب أو الغيبة أو إظهار التفاصح أو الاستئثار بالكلام أو اللؤم أو السخرية أو رفع الصوت أكثر من اللازم.
الفكرة من كتاب مهارات الحوار الفعالة مع الآخرين (أسس واستراتيجيات)
يبحث الإنسان منذ بداية خلقه عن لغة تواصل بينه وبين الآخرين، كي يكوِّن شبكة علاقات مجتمعية تفاعلية، واللغة هي أولى خطوات الحوار الفعال، فالإنسان بفطرته يحب الحوار مع غيره، وقد يكون هذا الحوار بين شخصين أو نقاشًا مفتوحًا بين مجموعة، وللحوار أهداف منها، أنه يحدث بهدف الوصول إلى الحقيقة أو التفاهم أو لنقل المعلومات، لذا فهو مهارة مهمة في حياة الفرد والمجتمع، لكن لكي يحصل الفرد على حوار فعَّال فإنه يحتاج إلى مهارات يكتسبها مع التدريب والتعلُّم، وفي كتابنا هذا تعرض الكاتبة بعض الاستراتيجيات والأسس لكي يكتسب الإنسان مهارات التواصل الفعالة.
مؤلف كتاب مهارات الحوار الفعالة مع الآخرين (أسس واستراتيجيات)
رنا أحمد جمال: كاتبة، لها عدد من المؤلفات في موضوعات مختلفة، ومن هذه المؤلفات:
من تراثنا الشعبي الفلسطيني؛ من التراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني.
ظاهرة أطفال الشوارع؛ الأسباب – العلاج.
قف من جديد.. ولا تنظر للوراء.