الاكتئاب وعلاقته بالفنانين والأدباء

إذا كنت قارئًا أو محبًّا للفن بشكل عام، فطبيعي جدًّا أن تكتشف أن الفنان الذي أعجبت بلوحاته أو الكاتب الذي تعشق كتاباته أو الشاعر المحب لقصائده قد مات منتحرًا دون معرفة السبب وراء ذلك! وفي الحقيقة لا يوجد تفسير قاطع لهذه الظاهرة، ولكن أصبح لدى الجميع قناعة بأن أغلب الفنانين والأدباء هم أكثر عرضة للاكتئاب والميول الانتحارية، مثل: “فينسنت فان جوخ”، و”فيرجينيا وولف”، و”سيلفيا بلاث” وآخرون، أما عن ستايرون ففي أواخر عام 1988م قرأ تقريرًا أثار غضبه في صحيفة “نيويورك تايمز” يدور حول انتحار الكاتب الإيطالي “بريمو ليفي” وحالة الإحباط التي أصابت الكتاب والباحثين عنه بعدما استعصى عليهم فهم ما الذي دفعه إلى الانتحار، وهذا التقرير دفع ستايرون لكتابة مقالة قصيرة في صحيفة “تايمز” تتحدَّث عن “هؤلاء الذين لم يمرُّوا بالاكتئاب الحاد، أنهم بكل تأكيد لا يمكنهم تصوُّر حجم الآلام أو المعاناة التي يعيشها المريض،

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولا الآثار التي يصل إليها إذا ازداد الألم عن قدرة تحمُّله”، هذه المقالة كان لها دور كبير في مساعدة كثيرين ممن يعانون مثل هذه الآلام في الإفصاح عما بداخلهم بعدما كانوا يكتمونها خوفًا من نظرة المجتمع إليهم، وبعدما رأى هذا التفاعل شجَّعه على تسجيل تجاربه مع المرض حتى يتمكَّن من استخراج بعض الخلاصات القيِّمة، ولكنه كان يرى أن من الصعب الخروج بخلاصات مؤكَّدة عن الاكتئاب من خلال تجربة شخص واحد فقط، فالاكتئاب يعد مرضًا معقدًا جدًّا يصيب العديد من الأشخاص دون النظر إلى عمره، أو طبقته الاجتماعية، أو مذهبه. 

بعد إنكار دام لعدة أشهر، تأكَّد الروائي الكبير ويليام ستايرون أنه يعاني اضطرابًا اكتئابيًّا خطيرًا، وذلك في أواخر أكتوبر من عام 1985م، وكان ستايرون يظن في البداية أن ما يمر به من مشاعر قلق وأرق وتعب ما هي إلا أعراض انسحابية لامتناعه عن شرب الكحوليات وجميع المسكرات، ولكنه بعد فترة أدرك أنه كان يمر بشيء أكبر لا يمكن وصفه، فهو أشبه باللغز الكبير، ونقل لنا الكاتب رحلة أصابته بمرض الاكتئاب ومعاناته معه وكيف تخلَّص منه وعاد إلى حياته مرة أخرى. 

ويليام ستايرون : كاتب وروائي أمريكي ولد عام 1925 في ولاية فرجينيا بأمريكا، درس في كلية الآداب، وعمل في الكتابة ونال العديد من الجوائز مثل “بولتزر”، وجائزة الكتاب الأمريكي. كانت رواياته دائمًا تثير الجدل في بلده، حتى إنها مُنِعَت من النشر في بعض الدول والمدارس، وقد عانى ويليام من اكتئاب حاد، وعندما تعافى منه كتب تجربته بشكل مفصَّل مع المرض ونشرها في كتاب “ظلام مرئي- مذكرات الجنون”. 
ومن أشهر أعماله: “أرقد في الظلام”، و”اعترافات نات تيرنر”، و”خيار صوفي”. 

معلومات عن المُترجم: 
أنور الشامي: مترجم مصري ولد عام 1975، وتخرَّج في كلية الألسن بجامعة عين شمس، عمل بالصحافة وترجم العديد من السير الذاتية والأعمال الأدبية المختلفة مثل: رواية “1984” لجورج أورويل، و”أنا ملالا” للناشطة ملالا يوسفزاي.