خرافات أخرى
خرافات أخرى
وفي القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، انتشر زعمٌ بأن الذكاء ثابت لا يمكن تنميته وأنه مرتبط بعوامل وراثية، وهو أمرٌ يمكننا إنكاره بسهولة، وقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر ردًّا على هذا الزعم، إلا أن الأدلة التي بُنيت عليها مثل وجود جزء خاص من الدماغ لكل وظيفة وأن هناك نوابغ في مجالاتٍ معينة لكنهم فاشلون في بقية المجالات هي أدلةٌ غير كافية. ويرى الكاتب أن أفضل تصورٍ مقبول للذكاء هو النموذج الهرمي الذي يضم قدراتٍ خاصة تحت مظلة معالج فكري عام، وأن الذكاء العام يمكن تنميته بمنهجياتٍ مناسبة، ووظيفة التعليم هي تنمية الذكاء لا تنمية المعلومات التي يمكن أن يجدها الطالب في الكتب أو على الإنترنت.
وخلال العقود الماضية، تنامى اهتمامٌ بالربط بين علم الأعصاب والتعليم، وبرغم فائدة ذلك فإنه يُثير بعض المخاوف لاختلاف طبيعة المجالين وسوء تطبيق نتائج علم الأعصاب في الممارسات التربوية؛ وقد تمسك الناس بكثير من الخرافات مثل أننا نستخدم فقط عشرة بالمئة من أدمغتنا بلا أي دليل، وأن هناك تدريبات بدنية معينة يمكنها تحسين قدرات التعلم بغير أدلة كافية، وأن بعضنا يستخدم النصف الأيمن من الدماغ في التفكير والبعض الآخر يستخدم النصف الأيسر وأن كل فريق يحتاج إلى نمط تعلمٍ مختلف، وأدلة ذلك مبنية على دراسة لحالاتٍ مرضية تعرضت لقطع في الجسم الثفني الذي يربط النصفين في الدماغ وليس لأدمغة طبيعية يتكامل فيها نصفا الدماغ في أغلب المهام، وغير ذلك من الأمور الخاطئة التي علينا الحد من انتشارها بإقامة روابط مثمرة بين المجالين نربط فيها بين البحوث المعملية والمدرسية ونتأنى في تفسير بيانات الدماغ ونتائج الأبحاث القائمة على الحالات المرضية أو التي تُجرى على حيوانات المختبر.
أما أنماط التعلم التي تتمثل في نُظُم عديدة مثل نظام فاركVARK الذي يقسم أنماط التعلم إلى بصري وسماعي وكتابي وحركي أو أنماط كولب، فبرغم انتشارها وإعجاب كثير من المعلمين بها فإنها ليست مبنية على أسس ثابتة، واستبياناتها التي تُصنف الطلاب ليست دقيقة، وليس لممارستها في الواقع أثر كبير.
وأما عسر القراءة dyslexia فلا يوجد له تعريف واضح يُفرِّق بينه وبين صعوبات القراءة العادية، لكن التدخل المبكر يمكنه أن يحسن الأمور أيًّا كان نوع المشكلة.
الفكرة من كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
هل ينبغي لنا ترك أسلوب التعليم التقليدي أم الحفاظ عليه؟ وهل نختار التعليم النظامي أم غير النظامي؟ وهل التعليم الفني والمهني لمحدودي القدرات حقًّا؟ وكيف سيؤثر اختيار المدرسة في أبنائنا؟ وكيف تؤثر الحاسبات والحواسيب والشاشات في تعلمهم؟ وما نتائج ربط علم الأعصاب بالتعليم؟ وما قصة الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم؟
يُجيبنا الكتاب عن كل تلك الأسئلة معتمدًا على دراساتٍ وأبحاث، ومحاولًا توضيح وتفكيك الخرافات والأفكار غير السليمة المنتشرة حول هذه الموضوعات.
مؤلف كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
فيليب إيدي، أستاذ متفرغ في العلوم المعرفية والتربية بالكلية الملكية في لندن.
وجوستين ديلون، أستاذ في العلوم والتربية البيئية بالكلية الملكية في لندن أيضًا.
وهما محررا هذا الكتاب الذي شارك فيه معهما مجموعةٌ من المؤلفين هم: مايك أندرسون، إد بينيس، بول بلاك، بيتر بلاتشفورد، مارجريت براون، جاي كلاكستون، فرانك كوفليد، جوليان إيليوت، نيل همفري، آنيت كارميلوف سميث، بيل لوكاس، بيثان مارشال، براين ماثيوس، كورين ريد، روب ويبستر، وديلان ويليام. ومعظمهم أكاديميون وباحثون في مجالاتِ التربية والتعليم.
معلومات عن المترجمين:
نادية جمال الدين: أستاذ متفرغ في أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية وفي جامعة Durham بإنجلترا، وهي الجامعة التي حصلت منها على الدكتوراه. عملت في إدارة العديد من المشروعات التعليمية مع وزارة التربية والتعليم المصرية. وكانت مديرة المركز القومي للترجمة من 1996 إلى 2004.
السيد يونس عبد الغني: مترجم وباحث دكتوراه في الترجمة باللغة الإنجليزية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وحصل على الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية. وهو مهتم بالبحث والترجمة في العلوم الإنسانية، وله أعمال بحثية منشورة في دوريات عالمية.