حاسبات وحواسيب وشاشات
حاسبات وحواسيب وشاشات
في عالم اليوم، ومع التقدم التقني الكبير، تظهر تساؤلات عن فوائد وأضرار استخدام التقنية في التعليم.
ومن السائد القول إن الحاسبات أو الآلات الحاسبة calculators سيئةٌ بالنسبة إلى الطلاب وتهدِّد مهاراتهم في الحساب والرياضيات، ولكن بناء على إحصاءات اختبارات التيمز TIMSS (أي الاتجاهات الدولية في دراسة العلوم والرياضيات) نجد أن حظرها تمامًا لا يحقق تقدمًا في أداء الطلاب في المرحلة الابتدائية، ولكن يُفضَّل أن يكون استخدامها مُقيدًا بأوقاتٍ ومهام محددة، بينما في المرحلة الثانوية (أي الإعدادية أو المتوسطة في الوطن العربي) يؤثر حظرها سلبًا في أداء الطلاب وما من فرقٍ يُذكر عند تقييد استخدامها أو إتاحته دائمًا، ويُبين عدد كبير من الدراسات أن استخدام الحاسبات لا يعيق تقدم الطلاب في الرياضيات بشكلٍ عام، وربما يكون الأفضل أن نعلم الطلاب متى يستخدمون الحاسبات ومتى لا يستخدمونها وأن نستثمرها في زيادة فهمهم للأرقام.
أما عن الحواسيب، فتُبين إحصاءات التيمز أن النظم التعليمية التي تستخدم الحواسيب لديها إنجاز أعلى، ولكن توجد دراسات لا تتفق مع ذلك وأخرى تُبين أن وجود الحواسيب لا يعني أن المعلمين يحسنون توظيفها دائمًا.
وأما استخدام السبورة التفاعلية، فلم تُبين الدراسات فائدة كبيرة في استخدامها. وغالبًا لن تُحدث فرقًا إن لم يُغير المعلمون أسلوب التدريس.
وربما لن يُحدث استخدام التكنولوجيا في التعليم تقدمًا هائلًا دون تغييرات أخرى معه، لكن عالم اليوم عالم تقني وعلينا أن نُعد الطلاب لمواجهته.
وقد صار الأطفال يتعرضون للشاشاتِ في سن مبكرة جدًا (كسن ستة أشهر)، ويُبدون اهتمامًا ومهارة عند استعمالهم للأجهزة الحديثة، وانتشرت مزاعم كثيرة عن خطر الشاشات الكبير على أطفالنا، ولكن هل الشاشة مؤذية دائمًا حقًّا؟ نتائج الدراسات مختلفة بهذا الشأن، ولكن بما أن تعرض الأطفال للشاشات حتميٌّ، فحريٌّ بنا أن نضبط استخدامها ونستثمره في التعلم بدلًا من محاولة منعه تمامًا، إذ يمكن أن تعزز البرامج والرسوم المتحركة إدراكهم لأمور عدة ربما لا تتاح لهم معاينتها في العالم الحقيقي، بشكلٍ أفضل من الصور الثابتة في الكتب،
مثل إدراكهم الاختلاف بين طيران الطيور وطيران الطائرات. ولنحسن اختيار البرامج والفيديوهات التي نعرضها لأطفالنا وفق أسس علمية لئلا تكون مجرد أصواتٍ وألوان تجذبهم دون أن تفيدهم، ولنتفاعل معهم في أثناء المشاهدة ليتحسن استيعابهم وتعلمهم، واكتسابهم للغة، وإن كان الأمر لا يحقق نفس النتائج التي يحققها التعلم من الواقع عند الأطفال الأصغر من اثني عشر أو ثمانية عشر شهرًا.
الفكرة من كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
هل ينبغي لنا ترك أسلوب التعليم التقليدي أم الحفاظ عليه؟ وهل نختار التعليم النظامي أم غير النظامي؟ وهل التعليم الفني والمهني لمحدودي القدرات حقًّا؟ وكيف سيؤثر اختيار المدرسة في أبنائنا؟ وكيف تؤثر الحاسبات والحواسيب والشاشات في تعلمهم؟ وما نتائج ربط علم الأعصاب بالتعليم؟ وما قصة الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم؟
يُجيبنا الكتاب عن كل تلك الأسئلة معتمدًا على دراساتٍ وأبحاث، ومحاولًا توضيح وتفكيك الخرافات والأفكار غير السليمة المنتشرة حول هذه الموضوعات.
مؤلف كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
فيليب إيدي، أستاذ متفرغ في العلوم المعرفية والتربية بالكلية الملكية في لندن.
وجوستين ديلون، أستاذ في العلوم والتربية البيئية بالكلية الملكية في لندن أيضًا.
وهما محررا هذا الكتاب الذي شارك فيه معهما مجموعةٌ من المؤلفين هم: مايك أندرسون، إد بينيس، بول بلاك، بيتر بلاتشفورد، مارجريت براون، جاي كلاكستون، فرانك كوفليد، جوليان إيليوت، نيل همفري، آنيت كارميلوف سميث، بيل لوكاس، بيثان مارشال، براين ماثيوس، كورين ريد، روب ويبستر، وديلان ويليام. ومعظمهم أكاديميون وباحثون في مجالاتِ التربية والتعليم.
معلومات عن المترجمين:
نادية جمال الدين: أستاذ متفرغ في أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية وفي جامعة Durham بإنجلترا، وهي الجامعة التي حصلت منها على الدكتوراه. عملت في إدارة العديد من المشروعات التعليمية مع وزارة التربية والتعليم المصرية. وكانت مديرة المركز القومي للترجمة من 1996 إلى 2004.
السيد يونس عبد الغني: مترجم وباحث دكتوراه في الترجمة باللغة الإنجليزية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وحصل على الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية. وهو مهتم بالبحث والترجمة في العلوم الإنسانية، وله أعمال بحثية منشورة في دوريات عالمية.