هل نترك التعليم التقليدي والنظامي؟
هل نترك التعليم التقليدي والنظامي؟
عند الحديث عن تطوير التعليم، يبدأ الجدال بشأن اختيار التعليم التقدُّمي أو الحفاظ على التعليم التقليدي، والمقصود بالتعليم التقليدي هو التعليم الذي يُقدر الحقائق والمبادئ والإجراءات، ويمنح أولوية للقراءة والكتابة والحساب ويصنف المعارف تصنيفًا تقليديًّا، ويرى أن مسؤولية المعلم هي عرض المعرفة بوضوح، ويُقيَّم فيه الطلاب من خلال الاختبارات ومهارات الحفظ والاستظهار. أما التعليم التقدمي فيقصد به التعليم الذي يهتم بتنمية الشخص ككل وليس ذهنيًّا فقط، ويمنح أولوية لمهارات مثل التفكير الإبداعي والعمل الجماعي وتكامل المعرفة من التخصصات المختلفة، ويرى أن دور المعلم في إشرافه على الطلاب في أثناء اندماجهم في البحث والاستكشاف، ويُقيَّم الطلاب فيه من خلال المهام الشاملة. والحقيقة أنه ربما لا يكون هناك تعارض، ففي الصفوف يتبع المعلمون مزيجًا بنِسبٍ مختلفة من التوجه التلقيني التقليدي والتوجه الاستكشافي التقدمي والتوجه الارتباطي الذي يهتم بالمفاهيم وربطها معًا.
ويخبرنا الكتاب أن العديد من السياسيين ووزراء التعليم البريطانيين يرون أن التعليم التقليدي أفضل، وأن انخفاض أداء الطلاب في الاختبارات الدولية كان بسبب التوجه إلى التعليم التقدمي، إلا أنه ما من أدلة تُثبت ذلك.
ربما يرى كثيرٌ من السياسيين والأشخاص الناجحين أن التعليم التقليدي أفضل لأنه كان مسارهم التعليمي، ولكن نجاحهم غالبًا مرتبط بحسن فهمهم ووجود الدافع الشخصي والدعم الاجتماعي وفرصة للمناقشات والتأملات، وكثيرون ممن يتلقون تعليمًا تقليديًّا يصيبهم الملل والإحباط لصعوبة الفهم أو التذكر وربما ينكرون قيمة المواد التي يدرسونها كالرياضيات، ولذلك فإن التعليم التقليدي تمامًا ليس الخيار الأمثل للجميع، والطلاب في حاجة إلى المعرفة والمهارات كليهما وإلى أسلوب متوازن.
أما عن عن التعليم غير النظامي الذي يعتمد على زيارة أماكن مثل المتاحف والمراكز العلمية أو الحدائق والمحميات الطبيعية أو يتم أحيانًا من خلال الكتب والإنترنت، فيرى الكثيرون أنه يمكن أن يمنح الطلاب متعة وتشويقًا عند التعلم وأنهم سيتعلمون من خلاله بشكلٍ أفضل دائمًا، ولكن ما من أدلةٍ تثبت ذلك بشكل قاطع، كما أنه ليس خيارًا مناسبًا لكل الطلاب ولا لكل المعلمين ويصعب قياس نتائجه والتحكم فيها، ولعل من الأفضلِ أن نسعى للتكامُل بين التعليم النظامي وغير النظامي وأن نعقِد شراكاتٍ بين المدارس والمؤسساتِ المختلفة التي يمكن أن تقدم خدماتٍ تعليمية.
الفكرة من كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
هل ينبغي لنا ترك أسلوب التعليم التقليدي أم الحفاظ عليه؟ وهل نختار التعليم النظامي أم غير النظامي؟ وهل التعليم الفني والمهني لمحدودي القدرات حقًّا؟ وكيف سيؤثر اختيار المدرسة في أبنائنا؟ وكيف تؤثر الحاسبات والحواسيب والشاشات في تعلمهم؟ وما نتائج ربط علم الأعصاب بالتعليم؟ وما قصة الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم؟
يُجيبنا الكتاب عن كل تلك الأسئلة معتمدًا على دراساتٍ وأبحاث، ومحاولًا توضيح وتفكيك الخرافات والأفكار غير السليمة المنتشرة حول هذه الموضوعات.
مؤلف كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
فيليب إيدي، أستاذ متفرغ في العلوم المعرفية والتربية بالكلية الملكية في لندن.
وجوستين ديلون، أستاذ في العلوم والتربية البيئية بالكلية الملكية في لندن أيضًا.
وهما محررا هذا الكتاب الذي شارك فيه معهما مجموعةٌ من المؤلفين هم: مايك أندرسون، إد بينيس، بول بلاك، بيتر بلاتشفورد، مارجريت براون، جاي كلاكستون، فرانك كوفليد، جوليان إيليوت، نيل همفري، آنيت كارميلوف سميث، بيل لوكاس، بيثان مارشال، براين ماثيوس، كورين ريد، روب ويبستر، وديلان ويليام. ومعظمهم أكاديميون وباحثون في مجالاتِ التربية والتعليم.
معلومات عن المترجمين:
نادية جمال الدين: أستاذ متفرغ في أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية وفي جامعة Durham بإنجلترا، وهي الجامعة التي حصلت منها على الدكتوراه. عملت في إدارة العديد من المشروعات التعليمية مع وزارة التربية والتعليم المصرية. وكانت مديرة المركز القومي للترجمة من 1996 إلى 2004.
السيد يونس عبد الغني: مترجم وباحث دكتوراه في الترجمة باللغة الإنجليزية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وحصل على الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية. وهو مهتم بالبحث والترجمة في العلوم الإنسانية، وله أعمال بحثية منشورة في دوريات عالمية.