ما هو الزواج؟
ما هو الزواج؟
إن مؤسسة الزواج تتعرَّض في العصر الحاضر للهجوم من قوى مختلفة، وقد أدَّى كثير من التشريعات والسياسات إلى إحداث ضرر بالغ لمؤسسة الزواج باسم الإصلاح، لذلك إذا أردنا استعادة مؤسسة الزواج مرة أخرى، علينا أولًا أن نستعيد الفهم السليم لماهية الزواج أولًا، فالزواج لم ينشأ عن طريق القانون رغم أن القانون يعترف به وينظمه في كل الثقافات، ولا يتم التعامل معه على أنه مسألة خاصة، لأن كل الثقافات تعامل الزواج على أنه شأن عام، فالأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع، والدول تعتمد على الأسر لإنتاج شيء لا تستطيع أن تنتجه من تلقاء نفسها، وهو إخراج أناس محترمين ومستقيمين يكونون مواطنين صالحين، وفي ظل غياب ثقافة زواج قوية، تخفق الأسر في التكوُّن، وإذا تكوَّنت فغالبًا ما تكون غير مستقرة، ويصبح غياب الآباء مسألة خطيرة، وتنتشر الولادات خارج إطار الزواج، فينتج عن ذلك سلسلة من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، لذا نحن في حاجة ماسة إلى الدفاع عن الزواج الطبيعي بوصفه حقيقة أخلاقية لا غنى عنها.
كما أن من المعلوم أن الزواج ينشأ عن علاقة يتحد فيها الأشخاص، ووفقًا لأيديولوجية التحرُّر الجنسي يُفهم الشخص على أنه الجانب الواعي والرغبة في النفس، ووظيفة الجسد هي إرضاء هذا الجانب، ومن ثمَّ فإن الجسد عندهم مجرد وعاء للشخص، ومن يقبل هذا المفهوم فإنه ينفي تحقُّق الوحدة الشخصية من خلال الاتحاد الجسدي، ويختزل توحُّد الأشخاص في توحُّدهم عاطفيًّا، وبناءً على ذلك يصبح في إمكان الأشخاص من الجنس نفسه أن يتحدوا، لأن ذلك يمكِّنهم من التعبير عن عاطفتهم، وعلى العكس من هذا المفهوم الفاسد، فإن قانون الزواج على مدار التاريخ قد رأى في الاتحاد الجسدي اتحادًا شخصيًّا، ويقوم الاتحاد الزوجي على اتحادٍ جسدي، ولا يكون الاتحاد الجسدي ممكنًا إلا في إطار التكامل الجنسي بين الرجل والمرأة، وبناءً على ذلك علينا أن نفهم ماهية الزواج على أنها شراكة الجسد الواحد من الأشخاص التي تُحقّق عن طريق الأفعال الإنجابية، فالاتحاد الجسدي للزوجين موجه بشكل طبيعي نحو حاجة الإنجاب، على أنه ليس مجرَّد حاجة وسيلية أو عرضية الغرض منها توليد الأطفال وتربيتهم، فمن الحقائق البيولوجية أن التكاثر هو وظيفة واحدة، لكن لا يمكن أن يقوم به فرد واحد، بل لا بد من ذكر وأنثى بصفتهما زوجين طبيعيين، ومن ثمَّ لا يكون الجسد مجرَّد أداة لإشباع الرغبات، كما لا يكون الجنس أداة أيضًا، فمهما بلغت المتعة الناتجة عن الجنس، فإن الغاية منه هو الزواج لأنه اتحاد جسدي جوهري غير قابل للاختزال من الأشخاص.
الفكرة من كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا التي تتعارض مع الفطرة السليمة، فيبين أركان المجتمعات اللائقة والصحية والحقائق الأخلاقية، ويوضح أسباب انتشار العلاقات الجنسية الشاذة كالمثلية وتعدُّد الأزواج رجالًا ونساءً فيما يعرف بالعلاقات البوليامورية، كما يتطرَّق إلى الإجهاض ويعرض الردود المنطقية والأخلاقية والعلمية عليها، وإلى جانب ذلك يوضح ما تتعرَّض له الحرية الدينية من قيود جرَّاء ما يلاقيه معتنقو الأديان من تضيق على حريتهم الدينية بسبب رفضهم لأشكال الزواج الشاذة وقتل الأجنة.
مؤلف كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
روبرت بي. جورج: هو مفكر أمريكي، وباحث في القانون، وفيلسوف سياسي، ويعدُّ أحد أبرز المثقفين المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، واشتهر بتخصُّصه ومحاضراته حول التفسير الدستوري، والحريات المدنية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وقد حصل على العديد من الميداليات، كميدالية المواطنين الرئاسيين، وميدالية كانتربري، ومن مؤلفاته:
Natural Law, Liberalism, and Morality.
The Meaning of Marriage: Family, State, Market, And Morals.
Embryo: A Defense of Human Life.
What Is Marriage? Man and Woman: A Defense.
معلومات عن المترجم:
إدريس محمود نجي: هو مترجم لعدد من المقالات والكتب، ومن ترجماته:
مهددات الإلحاد الجديد.. صعود التطرف العلماني.