المجتمعات اللائقة
المجتمعات اللائقة
إن أي مجتمع صحي ولائق يرتكز على ثلاثة أركان؛ الركن الأول: هو احترام شخص الإنسان وكرامته، فإذا تحقَّق هذا الركن داخل جميع مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية سيصبح كل فرد من أفراد الأسرة في المجتمع يُعامل بصفته شخصًا له استحقاقه وكرامته، وذلك بغض النظر عن معتقدات الناس وممارساتهم وجنسهم وعرقهم وعمرهم، لكن في حال لم تحترم أحد المجتمعات الإنسان بدءًا بالجنين في رحم أمه وصولًا إلى المعاقين والمسنين والضعفاء، فإن هذا المجتمع يعدُّ الإنسان مجرَّد ترس في العجلة الاجتماعية، ومن ثمَّ يمكن التضحية به وبكرامته ورفاهيته، وبالتالي من الممكن الاستغناء عنه، كمن يوصف بأن موته أفضل من حياته أو لا يستحق الحياة.
الركن الثاني في المجتمعات اللائقة هو مؤسسة الأسرة، فالأسرة المبنية على الالتزام الزوجي بين الزوج وزوجته هي الأصل، وبالتالي فهي مؤسسة لا غنى عنها، فلا توجد مؤسسة يمكنها أن تضاهي مؤسسة الأسرة في قدرتها على نقل المفاهيم الشخصية وخصائصها من قيم وفضائل من جيل إلى جيل جديد، ومن ثمَّ فإن الحالات التي تخفق فيها الأسرة في التشكُّل أو تتفكَّك الأسر أو تنتشر حالات الانفصال والطلاق، فإن عملية النقل الفعَّال للقيم والفضائل تصير في خطر، ويترتب على ذلك عواقب اجتماعية كارثية كالانحراف واليأس والعنف وتعاطي المخدرات وانتشار الجريمة، لأن من أهم وظائف الأسرة هي توريث المبادئ والقواعد والإرشادات، والركن الثالث: هو اشتمال المجتمع اللائق على نظام قانون عادل وفعَّال، لأنه لا يوجد أحد مثالي كل الوقت، كما أن بعض الناس لا يردعهم عن الإساءة غير العقاب، وبناءً على ذلك فإن تحققت هذه الأركان الثلاثة سوف نتمكن من امتلاك مجتمع لائق وصحي يحترم كرامة الإنسان.
وعلى الرغم من أن هذه الأركان الثلاثة سالفة الذكر تُعدُّ من المُسلَّمات والبديهيَّات، فإنها تتعرَّض للهجوم معظم الوقت من زوايا وقوى مختلفة، من ذلك الهجوم على الأسرة، وبخاصةٍ مؤسسة الزواج التي تُبنَى عليها الأسرة، وحجتهم في ذلك أن الأسرة في شكلها التقليدي هي مؤسسة ذكورية، وتفرض على الناس أشكالًا من التقييد الجنسي، ما يعرقل التعبير الحُر عن شخصياتهم، كما هوجم ركن احترام شخص الإنسان وكرامته خلال مراحل نموه وتطوُّره عن طريق الإجهاض، وهذا الهجوم على كلٍّ من مؤسسة الأسرة واحترام شخص الإنسان يلزم منه تهديد للحرية الدينية وللدين نفسه، لأن الأديان هي التي تدافع عن الأسرة المكونة من زوج رجل وزوجة امرأة، كما أنها تقف في طريق ما يسمونه حق الإجهاض.
الفكرة من كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا التي تتعارض مع الفطرة السليمة، فيبين أركان المجتمعات اللائقة و
الصحية والحقائق الأخلاقية، ويوضح أسباب انتشار العلاقات الجنسية الشاذة كالمثلية وتعدُّد الأزواج رجالًا ونساءً فيما يعرف بالعلاقات البوليامورية، كما يتطرَّق إلى الإجهاض ويعرض الردود المنطقية والأخلاقية والعلمية عليها، وإلى جانب ذلك يوضح ما تتعرَّض له الحرية الدينية من قيود جرَّاء ما يلاقيه معتنقو الأديان من تضيق على حريتهم الدينية بسبب رفضهم لأشكال الزواج الشاذة وقتل الأجنة.
مؤلف كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
روبرت بي. جورج: هو مفكر أمريكي، وباحث في القانون، وفيلسوف سياسي، ويعدُّ أحد أبرز المثقفين المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، واشتهر بتخصُّصه ومحاضراته حول التفسير الدستوري، والحريات المدنية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وقد حصل على العديد من الميداليات، كميدالية المواطنين الرئاسيين، وميدالية كانتربري، ومن مؤلفاته:
Natural Law, Liberalism, and Morality.
The Meaning of Marriage: Family, State, Market, And Morals.
Embryo: A Defense of Human Life.
What Is Marriage? Man and Woman: A Defense.
معلومات عن المترجم:
إدريس محمود نجي: هو مترجم لعدد من المقالات والكتب، ومن ترجماته:
مهددات الإلحاد الجديد.. صعود التطرف العلماني.