اختلالات مؤلمة
اختلالات مؤلمة
مرحلة المراهقة هي مرحلة مليئة بالتجاوب العاطفي والتغيرات والضغوط، مما يجعل الفتاة معرضة لبعض الاختلالات العاطفية والسلوكية والنفسيّة وحتى الاجتماعية.
فالفتاة المراهقة تعاني من سرعة التقلّب المزاجي ما بين الحين والآخر، فإذا رأت زهرة ستخبرك أن الحياة جميلة ومفعمة بالمرح والسعادة، وبعد عدة دقائق إن رأت طائرًا هاربًا من عشّه، ربما تنخرط في البكاء المرير! وبهذا تكون العاطفة لديها سريعة التبدل ومبالغًا بها ومتطرفة في السرور والغضب والحقد والخوف، ومن الممكن أن يكون تناقض الوالدين ما بين اللين والخشونة سببًا لاضطراب المراهقات وعدم اتزانهنّ، إذ يصاب البعض بتوترات عديدة، ويتعرضن لإثارات عصبية متنوعة و مضاعفات جسدية، مثل الصداع وسوء الهضم والرجفة والإجهاد، كما يؤدي الحرمان العاطفي من الحنان والرعاية إلى تفاقم هذه الاختلالات، فعلى الرغم من أن المراهقة هي سن النشاط والحركة فإن الكسل والخمول والتسويف من الممكن أن يحدث لبعض الفتيات بسبب هذه الاختلالات.
وقد يصاب بعضهنّ أيضًا بالأمراض النفسيّة والكآبة الشديدة التي تؤدي إلى التفكير بالانتحار، والبعض يصبن بالوسواس القهري المعروف جدًّا لدى المراهقين، وهو عادة ماينتج عن اضطراب وقلق قد حدث في الطفولة، كما قد تصاب الفتيات كذلك بالانغلاق على النفس أو الازدواجية أو العدائية والعصيان .
فاجتياز مرحلة الطفولة والانتقال إلى المراهقة ليس شيئًا سهلًا، ولهذا يجب على الآباء والأمهات توجيه بناتهنّ فكريًّا وثقافيًّا ونفسيًّا، لأن الفتيات في هذه السن تحديدًا يعانين من الحساسية الشديدة والشفافية وربما عدم الاكتراث لدرجة التمرد، إنهنّ يبحثنّ عن أنفسهنّ كأنما يبحثن عن ضالّة، لذا فإن الإعداد التربوي التدريجي المسبق يساعدهنّ على تقبل التغيير شيئًا فشيئًا.
الفكرة من كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
إنّ مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالتعقيدات والصعوبات، لذا يتحتّم على الآباء والأمهات الانتباه لبناتهم والحرص على توجيههنّ بالشكل الصحيح الذي يقبلنه، ففي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على عالم المراهقة الأنثوي وخفاياه النفسيّة.
مؤلف كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”الوسواس والهواجس النفسيّة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.