صعوبة المراهقة
صعوبة المراهقة
إنّ دنيا المراهقة مليئة بالأسرار والخبايا والغموض التي ما زال الإنسان يعجز أمام اكتشافها حتى الآن، وهذا من عظم خلق الله، أن أودع في الإنسان أسرارًا كثيرة، ولكل مرحلة خصائصها ومميزاتها، فلا بد للحركة التربوية أن تساير المرحلة العمرية بما يناسبها، فالفتيات في سن المراهقة لهنّ أوضاع نفسيّة مختلفة تظهر على سلوكهنّ.
والمراهقة هي الحدّ الفاصل ما بين الطفولة والشباب وقد اختلف العلماء في تحديد نهايتها وبدايتها، فمنهم من قال بأن بدايتها من سن التاسعة إلى سن الحادية عشرة، واجتيازها من السادسة عشر إلى الحادي والعشرين، ومنهم من قال إنها ربما تنتهي في الرابعة والعشرين، ولكن الاتفاق معظمه على أن اجتيازها يكون ما بين الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة، فالشخص في هذه المرحلة مشتت فلا هو طفل قاصر ولا هو ناضج ومكتمل التفكير، ولهذا فإن الفتاة في هذه المرحلة لها عوالمها الخاصّة وتقلباتها الحادّة، فهي من جهة تحاول التمسّك بطفولتها، ومن جهة أخرى تحاول تقليد الكبار.
إنّ الفتاة المراهقة تبحث عن ذاتها وتريد أن تحدد هويتها ولديها فوران عاطفي حادّ، كما أنها تبحث عن الحريّة والاستقلال، وهذا مما يزعج كثيرًا من الآباء، وسيصعب الأمر كلما عانى الوالدان من الجهل والغفلة، فلا بد من عدم تجاهل خطورته، فالأسرة هي ملجأ الفتاة الأول، والفتاة أمانة من الله لدى والديها، وهي تحتاج إلى التهذيب الذهني والضبط الأخلاقي وتنمية المهارات المختلفة.
فتفكير الشابة المراهقة معقّد لأن بداخلها كثيرًا من المشاعر والرغبات، فمن الضروري أن نكتشف ما يخالج نفسها عن طريق أسلوب المحاورة أو اختبار ردود الأفعال أو المشاهدة والملاحظة ورؤية التصرفات الشخصية في مختلف حالاتها.
وسنلاحظ كثرة التبدّل العاطفي، لذلك سنرى الفتاة في كل وقت بحال ولون مختلف، ناهيك بالانجذاب للحب المبكر والتضحية العاطفية والمشاعر الجياشة للصدق والوفاء والعطاء، ولكنّها من جهة أخرى تتصفّ بالحياء والخجل، لذا نقول إنه سن التناقضات وا
لتغيرات السريعة والحساسية المفرطة، والمراهقات يعشن كلّ هذه الصراعات بداخلهنّ.
الفكرة من كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
إنّ مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالتعقيدات والصعوبات، لذا يتحتّم على الآباء والأمهات الانتباه لبناتهم والحرص على توجيههنّ بالشكل الصحيح الذي يقبلنه، ففي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على عالم المراهقة الأنثوي وخفاياه النفسيّة.
مؤلف كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”الوسواس والهواجس النفسيّة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.