التدريس والعمل
التدريس والعمل
قام جلال أمين بالعودة إلى مصر بصحبة زوجته الإنجليزية عام 1964 عقب انتهائه من بعثته في إنجلترا، والتي استمرت لمدة أربعة أعوام، بدأ العمل عقب عودته مدرسًا بكلية الحقوق جامعة عين شمس ثم عين أستاذًا مساعدًا، كانت هذه بداية دخول جلال أمين في مجال العمل العام، وكان زملاؤه في هيئة التدريس معظمهم قد عاد لتوه من الدراسة بالخارج.
استمر جلال أمين في العمل بجامعة عين شمس لمدة عشرة أعوام، وصادف بعد ذلك أن دُعي في إحدى المرات للاشتراك في مؤتمر الاقتصاديين العرب في الكويت، حيث لقيت كلمته إعجاب بعض المسؤولين وعرضوا عليه المجيء للعمل في بنك التنمية بالكويت، رفض جلال أمين هذا العرض في البداية، لكن لم يلبث بعد عدة شهور في الموافقة عليه،كان جميع وسائل الراحة تتوافر للمصريين منذ مجيئهم للبلاد، ثم تتحوَّل فيما بعد الكماليات إلى أساسيات لا يستطيعون الاستغناء عنها.
قضى جلال أمين أربع سنوات ونصف في الكويت، تركها وهو عازم على عدم العودة إليها لما رأى من طبع الحياة التي لا تناسبه، حيث كانت هذه السنوات التي قضاها بالنسبة له خاوية وبلا أي معنى، لكن يقول جلال أمين أن هذه الحقائق لم تتضح له على وجه لا يبعث الشك سوى بعد مغادرته، إذ كان دائمًا هناك مبرِّرات تحثُّه على البقاء وعدم المغادرة.
غادر جلال أمين الكويت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لقضاء عام دراسي يقوم فيه بتدريس بعض المقرَّرات والقيام بأحد الأبحاث تلبية لدعوة أحد أساتذته الذي كان يعمل مديرًا لأحد مراكز البحوث التي تتعلَّق بالشرق الأوسط.
كانت أهم ما أثمرت هذه التجربة هو التعرُّف على نمط الحياة الأمريكي عن قرب ومشاهدة مدى اتصال الواقع الشديد بما في الكتب، مجتمع يفضِّل فيه كل ما هو مصنوع عما هو طبيعي، محاولات دائمة في إثبات التفوُّق على الطبيعة والسيطرة عليها، ولع بالأرقام وكل ما هو مادي مع الخلو من أي معنى.
عاد بعد ذلك جلال أمين إلى مصر ليعمل بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي استمر بالتدريس فيها حتى آخر عمره، أتيح له فيها تدريس مقرَّرات لم يكن يستطيع تدريسها بكلية الحقوق جامعة عين شمس كالمقررات التي تتعلق بالتنمية الاقتصادية، كما لم يتعرض فيها لما لا يتفق مع مبادئه، بل كانت تتاح له الحرية أكثر مما كان في جامعة عين شمس.
الفكرة من كتاب ماذا علمتني الحياة؟
لا يحتاج كاتب السيرة الذاتية أن يكون شخصًا عظيمًا أو كاتبًا مرموقًا، فكل شخص لديه في مسيرة حياته ما يستحق أن يُروى، فالتمثال الجميل يكمن داخل كل قطعةٍ من الحجارة حتى ولو بدت في الظاهر مجرد قطعة حجارة عادية.
نسير معًا في رحلة مع الكاتب يتحدَّث فيها عن حياته لمحاولة اكتشاف هذا التمثال الجميل بين التفاصيل.
مؤلف كتاب ماذا علمتني الحياة؟
جلال أمين: سياسي واقتصادي مشهور وُلِد عام 1935م، تتميَّز حياته بكثرة الأحداث التي عاصرها والمراحل التي مرَّ بها، تخرَّج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم سافر إلى لندن لتحضير الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد، مرَّت حياته العملية معظمها في وظيفة التدريس بالجامعة.
له عدة مؤلفات منها: “كتاب ماذا حدث للمصريين؟”، و”خرافة التقدُّم والتخلُّف”.