أسباب الاكتئاب
أسباب الاكتئاب
للاكتئاب العديد من الأسباب، فهناك ما يُعرف بتبدُّد الواقع | Derealization، عندما تشعر أن كل ما تقوم به ليس حقيقيًّا أو صحيحًا، ويظهر بشكل كبير في بيئة العمل فتجد الرتابة تغطي على كل شيء، فعندما تقضي معظم ساعات نهارك في وظيفة تُميتك، يصبح من الصعب عليك تبديل مزاجك كليًّا عند عودتك إلى منزلك مساءً، وعند إجراء تجارب على موظفين في إحدى الشركات لمعرفة لماذا يخيِّم عليهم الاكتئاب؟ كانت النتائج كالتالي: إن كان عملك يتمتَّع بقسطٍ عالٍ من القدرة على التحكُّم بوظيفتك، فإنك أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، أما لو كنت في وظيفة لا تستطيع التحكم بها، وتُنفِّذ ما يقال لك، وليس لديك فرصة حتى لتقدم اقتراحات بهدف تحسين بيئة العمل، فنسبة إصابتك بالاكتئاب ستكون مرتفعة، فاليأس يحدث غالبًا حينما يغيب التوازن بين الجهد المبذول والمكافأة، وعندما تقوم بعمل ولا تجد هدفًا من ورائه، ثم تشعر ألا خيار آخر لديك سوى الاستمرار، فهذا من أكبر أسباب انتشار الاكتئاب.
وتخيِّم الوحدة والفردية على ثقافتنا بشكل كبير، فهناك أعداد كبيرة تشكو من الوحدة، وبالتالي من إصابتهم بالاكتئاب، وهذا ما يجعل الوحدة من أهم أسباب الاكتئاب، والشعور بالوحدة ليس نتيجة للكآبة، ولكنه في الحقيقة الطريق إلى الكآبة، فالوحدة لا تُلبِّي حاجتنا للشعور بالانتماء الذي فُطرنا عليه، ومعنى الوحدة ليس في غياب الآخرين الجسدي من حولك، بل هو الإحساس أنك لست مشاركًا في أمر مهم مع أي شخص آخر، ومن أجل وضع حد للشعور بالوحدة تحتاج إلى الإحساس بالمساعدة المتبادلة والحماية.
كما أن الانقطاع عن القيم المعنوية يزيد من كآبتك، فقد صُمِّمت ثقافتنا لتجعلنا نجري وراء الأهداف غير الجوهرية، مثل: ادرس لكي تنال درجات جيدة، واحصل على الوظيفة التي تعطيك أجرًا مرتفعًا، وكل تلك القيم المادية التي تعلِّمنا أن المال والمنصب طريقنا إلى السعادة تبدو وكأنها قيم حقيقية، ولكنها لا تعطينا ما نريده من القيم وهو الشعور بالرضا والاكتفاء؛ فهي تملؤنا بالسموم النفسية، والقيم التافهة التي تشوِّه نفوسنا وعقولنا، ولذا عليك أن تقتلع نفسك من الأجواء المادية لأنها تقلِّص شعورك الداخلي بالرضا، كما كشفت إحدى الدراسات أن التجارب الصادمة التي تمر بها في مرحلة طفولتك تجعلك أكثر عرضة للاكتئاب عندما تصبح بالغًا، وكلما زادت تلك الحوادث الصادمة زادت نسبة كآبتك في الكبر.
الفكرة من كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
يُصاب أغلبنا بالاكتئاب، ونتيجة لذلك نهرع للذهاب إلى العيادات النفسية لكي نتخلَّص من تلك الحالة السلبية التي تُعكِّر صفو حياتنا، كما كثُرت الأقاويل حول كون الاكتئاب خللًا في النواقل الكيميائية في الدماغ، ولا بد من أخذ أدوية ومضادَّات للاكتئاب كي تستعيد حياتك الطبيعية، ولكن هل توقَّف أحدكم لوهلة للبحث في أسباب إصابته بالاكتئاب؟ وهل تأكد من أن حالته بالفعل تستلزم تناول مثل تلك الأدوية؟
منذ زمنٍ طويل ونحن يتم دفعنا بأسلوب منهجي إلى الأخذ بمعلومات غير دقيقة حول حقيقة الاكتئاب والقلق النفسي، ولذا جاء إليك هذا الكتاب ليساعدك على اكتشاف الأسباب الحقيقية التي تدفعنا إلى الوقوع في حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد، واكتشاف السبل المؤدية إلى التخلُّص منهما، فقد عانى كاتبنا من الاكتئاب طوال حياته، بل وظل يتناول أدوية الاكتئاب لثلاثة عشر عامًا، ومع ذلك لم يتخلَّص منه، فهيا بنا لننطلق في رحلة جديدة ممتعة ستكون أنت فيها قائد نفسك لتُحدِّد الصواب من الخطأ.
مؤلف كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
يوهان هاري: صحفي وكاتب بريطاني سويسري، كتب للعديد من الجرائد والصحف العالمية مثل: “نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز”، ويتحدَّث بصورة منتظمة في أشهر البرامج الحوارية، كما حصل على العديد من الجوائز مثل: “صحافي الجريدة لمدة عامين من منظمة Amnesty”، ولديه العديد من الكتب التي تدور حول موضوعات الاكتئاب، والحرب على المخدرات، والنظام الملكي، وقدم أيضًا العديد من المحادثات حول مواضيع الإدمان، والاكتئاب والقلق على منصة TED.
ومن أبرز أعماله:
God Save the Queen?
Chasing the Scream.
Stolen Focus.
معلومات عن المترجمة:
آمال الحلبي: مترجمة قامت بترجمة عمل آخر، إضافةً إلى هذا الكتاب بعنوان “حدِّثهم عن المعارك وعن الملوك وعن الفيلة”.