الهاتف والمراهقون
الهاتف والمراهقون
لا يتوقَّف شجار الأبوين مع المراهقين داخل المنزل، أو حتى خارجه، وإن قرَّر المراهق تجنُّب الشجارات والبقاء في المنزل والجلوس في صمتٍ تام، أو الجلوس على الهاتف يجد أن الشجار ما زال كما هو، فيملك والداك ترسانة كاملة من المخاوف والانتقادات لقضائك الوقت على الهاتف، فهما ينظران إلى هاتفك بريبة وشك في حين أنك تشعر بالعكس تمامًا، وتراه شريان الحياة الاجتماعية، وقلق الآباء من الهواتف يرجع إلى كونهم يخافون من إدمان أبنائهم عليها، فهي تقود سلوكًا مهووسًا يجعلك مُكرَهًا على تفقُّد هاتفك باستمرار، ورغم عدم وجود أدلَّة على أن النظر في الشاشات يدمِّر الدماغ فإنهم نصحوا بالاعتدال، كما أن الهواتف الذكية آمنة تمامًا، ولا تضرُّ بصحتك عن طريق بثِّ إشارات سامَّة مباشرة نحو عينيك أو أي شي غريب كهذا، كل ما في الأمر أن الهواتف تنشِّط دماغك ولا تنشِّط جسدك، فتظلُّ جالسًا لفترات طويلة، وهذا غير صحِّي وبخاصةٍ للمراهقين، كما يقلِّل من نسبة تعرُّضك لأشعة الشمس، وبالتالي لا يصنع جلدك فيتامين (د) بدرجة كافية، وكثرة الإمساك بالهاتف ينهك الأعصاب والمفاصل، ويُسبِّب العديد من المشكلات البصرية.
كما أظهرت بعض الدراسات القليلة أن قدرة البشر على التركيز تنخفض إذا وُجِد هاتفهم على مقربة منهم، وهذا أيضًا يحدُّ من قدرتك على تذكُّر المعلومات، كما تلعب منصات التواصل الاجتماعي بأدمغة المراهقين وتزيد من احتمال تعرُّضهم إلى نوبات الأمراض النفسية، ولأن الكثير يحذِّرون من الهواتف المحمولة، فهذا يجعل الآباء ينظرون إليها بريبة مهما تكن قلة الأدلة الداعمة لذلك، فقد شهد والداك العالم قبل أن يكون رقميًّا، أما أنت فقد وُلِدت في ذلك العالم الرقمي وتعرف كيف تتعامل مع الهاتف منذ كنت تحبو، كما أنك تستخدم تلك التقنية أفضل منهما ولا يحب أي أب وأم هذا، ولكن الواضح أن كلًّا من الآباء والمراهقين يبالغون في آرائهم، فيميل المراهقون إلى تجاهل سلبيات ومخاطر الهواتف الذكية، بينما يبالغ الأهل في مخاطره وتهديداته حتى وإن كانوا جميعًا يستمتعون بمزاياه.
الفكرة من كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
هل أخبرك أبواك من قبل أن ذوقك في شيء ما سخيف؟ أو جلست تحكي لهما موقفًا أزعجك ووجدتهما يضحكان عليك، وحينها قلت في قرارة نفسك: لماذا يتعسَّر عليهما فهم وجهة نظرك ومشاعرك لهذا الحد؟ وهل تسمع كلمات من قبيل: ألا تضع الهاتف من يديك أبدًا؟ أو هل ستنام طوال اليوم؟ هذه أشياء يسمعها مراهقو اليوم طول الوقت وتُسبِّب لهم الضيق والسأم.
وقد جاء إلينا هذا الكتاب لخلق أرضية تفاهم مشتركة بين المراهقين وآبائهم، فسيقوم بتوضيح مواقف الأبوين، وطريقة تفكيرهما، ووجهة نظرهما، سواء كانت وجهة نظر متأثرة بالخبرة أو السن أو طبيعة الدماغ، وهذا بالتالي قد يساعدك أنت كمراهق على تفهُّم مبرِّرات والديك، ولماذا يختلفان عنك بهذا القدر، وهكذا قد تتمكَّن من تجنُّب النزاعات والمشاكل التي تحدث بينكما قدر الإمكان، وهيا بنا نربط الأحزمة ونستعد للغوص في هذه الرحلة الشيِّقة.
مؤلف كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
دين بِرينت: هو عالم أعصاب، ومؤلف ومدوِّن، ومحاضر في الطب النفسي بجامعة كارديف، قام بتأليف عموده العلمي الساخر “Brain Flapping” في صحيفة الغارديان، والذي استمر من عام 2012 إلى عام 2018، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب في دور الحُصين في التعلم التكويني من جامعة كارديف، ويحتفظ حاليًّا بمدوَّنة شبه منتظمة بعنوان “Brain Yapping” على شبكة Cosmic Shambles، وتُعد كتبه من أكثر الكتب مبيعًا.
ومن أبرز مؤلفاته:
المخ الأبله.
المخ السعيد.
Psychological.
معلومات عن المترجم:
عُمر العوضي: مترجم لدى دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، قام بترجمة العديد من الأعمال من أبرزها: “هل ستأكل قطتي مُقلتيَّ؟”، و”قوة الـ2.. كيف تقود العلاقات للإبداع”، و”عبور الفجوة.. تسويق وبيع المنتجات الثورية إلى الجمهور العام”، و”إطلاق الإمكانات.. حرِّر قوتك وقوة من حولك”