لماذا يكره المراهقون المدرسة؟
لماذا يكره المراهقون المدرسة؟
بمجرد أن يصل المراهق إلى منزله ينهال عليه وابل من الأسئلة عن كيف كانت المدرسة؟ وكيف كانت الاختبارات؟ وهل عليه واجب منزلي؟ ولكنه يكون لتوِّه عائدًا من المدرسة، وآخر ما يريده هو أن يتذكَّر يومه بتفاصيله الدقيقة، فيجد نفسه عالقًا بين أسئلة لا تنتهي، وعندما يجيب أبواه بـ”لا أريد التحدُّث”، فهو بذلك يزيد من قلقهما وسيفترضان أنه يُسكتهما، أو أنه واقع في مشكلة ما، فيضاعفان أسئلتها الفضولية التي تدفعه إلى العناد، وتُفاقِم من شعوره بالضغط، وهكذا يبدأ شجار جديد بينه وبين والديه، كما يستمر ذلك الضغط عندما يدفعك أبوك وأمك إلى الدراسة أكثر لتحسين أدائك المدرسي، ويردِّدون أن تلك هي أحسن أيام حياتك، متناسين حجم الضغط الذي يمارسونه عليك.
والضغط هو شعور غير سار وحالة ذهنية سلبية تظهر حين تمر بتجربة شيء سيئ، والضغط يزيد مشاعرك السلبية ذهنيًّا وبدنيًّا، وعلى الأرجح أن والديك وجدا المدرسة صعبة في أيامهما، لكنهما جرَّبا بعدها أشياء أكثر ضغطًا منها، ولذا يشعران أنهما يعرفان ما هو الضغط الحقيقي أكثر منك، وبالتالي من دون قصدٍ منهما يسخران عندما تقول إنك مضغوط، لكن كل ذلك تفسير وليس عذرًا، فمعرفة أن شخصًا آخر ربما يشعر بضغط أكبر لا يخفِّف من شعورك أنت بالضغط، ولكن يمكنك تفهُّم أن والديك عاشا سنوات عديدة من التدخُّل في حياتك، فقد كنتَ مسؤوليتهما لوقت طويل، لكنك الآن تقضي أغلب ساعات النهار بعيدًا عنهما، وبالتالي يُساوِرهما الفضول بشأنك بغرض الاطمئنان عليك ليس إلا.
ولأن أدمغة المراهقين سريعة التغيُّر، ومتلهِّفة للاستقلال، ورفض السلطة، والرد بحدَّة، تُشكِّل حاجة والديهم الدائمة إلى الاطلاع على أدائهم المدرسي مصدرًا للضغط والخصام، وإن علم والداك أن أحد المدرسين قام بضربك، سيتصلان بالمدرسة مطالبين الإدارة بغضب بإقالة ذلك المعلم، ولكن يغيب عنهما أنها لن يُضطرَّا إلى مقابلة معلِّميك وأصدقائك اليوم التالي، أما أنت فستقابلهم، وبالتالي تزداد مشاكلك بسببهما، ولأنك ترى الصورة بشكل أكبر يمكنك تفادي كل ذلك من البداية، وشرح ما يحدث معك في المدرسة بهدوء، ولا يشترط فور عودتك، يمكنك تأجيل ذلك إلى وقت لاحق، وبهذه الطريقة لا تُبعِد والديك عنك، وتقلِّل من ضغط المدرسة الواقع عليك.
الفكرة من كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
هل أخبرك أبواك من قبل أن ذوقك في شيء ما سخيف؟ أو جلست تحكي لهما موقفًا أزعجك ووجدتهما يضحكان عليك، وحينها قلت في قرارة نفسك: لماذا يتعسَّر عليهما فهم وجهة نظرك ومشاعرك لهذا الحد؟ وهل تسمع كلمات من قبيل: ألا تضع الهاتف من يديك أبدًا؟ أو هل ستنام طوال اليوم؟ هذه أشياء يسمعها مراهقو اليوم طول الوقت وتُسبِّب لهم الضيق والسأم.
وقد جاء إلينا هذا الكتاب لخلق أرضية تفاهم مشتركة بين المراهقين وآبائهم، فسيقوم بتوضيح مواقف الأبوين، وطريقة تفكيرهما، ووجهة نظرهما، سواء كانت وجهة نظر متأثرة بالخبرة أو السن أو طبيعة الدماغ، وهذا بالتالي قد يساعدك أنت كمراهق على تفهُّم مبرِّرات والديك، ولماذا يختلفان عنك بهذا القدر، وهكذا قد تتمكَّن من تجنُّب النزاعات والمشاكل التي تحدث بينكما قدر الإمكان، وهيا بنا نربط الأحزمة ونستعد للغوص في هذه الرحلة الشيِّقة.
مؤلف كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
دين بِرينت: هو عالم أعصاب، ومؤلف ومدوِّن، ومحاضر في الطب النفسي بجامعة كارديف، قام بتأليف عموده العلمي الساخر “Brain Flapping” في صحيفة الغارديان، والذي استمر من عام 2012 إلى عام 2018، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب في دور الحُصين في التعلم التكويني من جامعة كارديف، ويحتفظ حاليًّا بمدوَّنة شبه منتظمة بعنوان “Brain Yapping” على شبكة Cosmic Shambles، وتُعد كتبه من أكثر الكتب مبيعًا.
ومن أبرز مؤلفاته:
المخ الأبله.
المخ السعيد.
Psychological.
معلومات عن المترجم:
عُمر العوضي: مترجم لدى دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، قام بترجمة العديد من الأعمال من أبرزها: “هل ستأكل قطتي مُقلتيَّ؟”، و”قوة الـ2.. كيف تقود العلاقات للإبداع”، و”عبور الفجوة.. تسويق وبيع المنتجات الثورية إلى الجمهور العام”، و”إطلاق الإمكانات.. حرِّر قوتك وقوة من حولك”